يتصور من يتابع اخبار شبه الجزيرة الكورية عن بعد من خلال الاخبار القادمة من هناك والتي تتناول التوتر بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية ان الانفاس قد حبست انتظارا لما ستسفر عنه الايام القادمة. وان الكفاح دائر علي الحدود وان الحياة متوقفة انتظارا للحسم وان الناس يهرعون الي تخزين المواد الغذائية تخوفا من الايام القادمة حيث يلوح في الافق تهديد بهجوم نووي من الاخ العدو في الشطر الشمالي. لكن متابعة الوضع في جمهورية كوريا( كوريا الجنوبية) عبر لقاءآت مع مسئولين شتي واناس عاديين في الشارع علي مدار عشرة ايام اواخر الشهر الماضي واوائل الشهر الجاري كشفت عن كون البلد, الذي يعدمن الناحية الفنية في حالة حرب, يحقق انتصارات مذهلة علي ساحات عدة. كما كشفت عن ان الروح التي لاتقهر ليس فقط اسم المناورات المشتركة التي جرت مؤخرا ولكنه عنوان لبلد كان منذ نصف قرن في عداد الدول المتخلفة ودخل في عداد الدول المتقدمة. فمن رحم الديمقراطية والنظام الاقتصادي ولدت الانتصارات التي تحققها كوريا الجنوبية التي تستعد لاستضافة قمة مجموعة العشرين في سول يومي11 و12 نوفمبر المقبل وذلك للمرة الاولي التي تعقد فيها القمة في دولة خارج نطاق الدول الثماني الكبري. فمن المنتظر ان ينمو الاقتصاد الكوري الجنوبي بنسبة تزيد علي6% أو اكثر لهذا العام بما يتجاوز التوقعات السابقة حسبما اعلن كيم جيه تشون, مدير عام مركز ابحاث بنك كوريا المركزي وكان البنك المركزي قد توقع ان ينمو الاقتصاد الكوري بنسبة5.9% لهذا العام, اما توقعات الحكومة فقد توقعت النمو بنسبة5.8% ومن المنتظر ان ينمو اجمالي الناتج المحلي الي1.039 تريليون وون(873.8 بليون دولار) لهذا العام مقارنة ب980 تريليون وون في العام الماضي. حزب الوطن الكبير توازن قوي داخلي يحدث بفعل الديموقراطية افرزته الانتخابات البرلمانية التكميلية يوم28 يوليو الماضي حيث فاز حزب الوطن الكبير الحاكم ب5 مقاعد فيما حصل منافسه الرئيسي الحزب الديمقراطي المعارض علي3 مقاعد مما يعزز مبادرات الرئيس السياسية ويسفر عن حالة توازن قوي داخلية في اعقاب خروج حزب الوطن الكبير من هزيمة نكراء في الانتخابات المحلية في يونيو الماضي, وكان يطمح إلي الفوز بمقعدين من الثمانية القاعد التشريعية في الانتخابات التكميلية ولكنه فاز بخمسة. مع اضافة خمسة مقاعد, فإن حزب الوطن الكبير يمتلك الان172 مقعدا في الجمعية الوطنية التي يبلغ عدد مقاعدها299 مقعدا, بالمقارنة مع87 مقعدا للحزب الديمقراطي ومن شأن الدمج المخطط لحزب الوطن الكبير مع حزب اقلية محافظ في وقت قريب ان يزيد مقاعد الحزب الحاكم في البرلمان الي.180 ومن المتوقع ان يعطي فوز الحزب الحاكم المفاجيء دفعة قوية لسياسات الرئيس: لي, بما في ذلك المشاريع المثيرة للجدل لتأهيل الانهار الاربعة الكبري, ومحاربة الفساد واصلاح نظام الادارة المحلية وحتي تنقيح الدستور. بالاضافة الي ذلك فإن من المتوقع ان تكتسب الجهود التي يبذلها الرئيس لتحسين سبل العيش للمواطنين خاصة الطبقة العاملة وتعزيز النمو المتبادل بين الشركات الكبيرة والصغيرة, فضلا عن نهجه المتشدد تجاه القضايا بين الكوريتين مزيدا من قوة الدفع. ومن المفارقات ان الرئيس لي ميونج باك ولد في عام1941 لاسرة فقيرة تعيش في مدينة بوهانج الساحلية وهو من رواد رجال الاعمال القادمين من شركة هيونداي, والسياسي ذو الافق الواسع بالجمعية الوطنية لكوريا, وعمدة ناجح لبلدية سول يخوض حاليا حربا ضد التكتلات الاقتصادية الكبري التي كان يمثل احداها في السابق. يسعي لي الذي كان عليه ان يكسب قوت يومه اثناء دراسته بجمع القمامة وكنس الشوارع قبل حلول موعد المدرسة. وذلك حتي يتمكن من دفع الرسوم الدراسية إلي كبح جماح الشركات الكبري وتشجيع الصناعات المتوسطة والصغيرة وانصاف الفقراء بعدما بالغت الشركات الكبري في خنق الشركات الموردة الصغيرة بفرض اسعار متدنية علي منتجاتها. ورطة مع ايران كوريا الجنوبية تجدنفسها في ورطة بشأن المسألة الايرانية والعقوبات الامريكية علي ايران حسبما ذكرت مصادر سياسية ففيما تضغط الولاياتالمتحدة عليها للمشاركة في المساعي الدولية لمعاقبة طهران جراء برنامجها النووي فإن من شأن العقوبات ان تضر الشركات المحلية العاملة في ايران, اكبر شريك تجاري للبلاد في الشرق الاوسط, مع وصول حجم التجارة الثنائية الي10 مليارات دولار في العام الماضي وزار المبعوث الامريكي روبرت أينهورن سول وطالب بمزيد من الدعم لممارسة الضغوط علي ايران. وجاء الطلب في الوقت الذي تحتاج فيه سول الي دعم واشنطن لكبح كوريا الشمالية وتحتفظ الولاياتالمتحدة ب28500 عنصر من قواتها في كوريا الجنوبية. وقال احدكبار المسئولين الكوريين ان الحكومة بدأت في دراسة سبل لتنفيذ عقوبات مستقلة من اجل المشاركة في الاتجاه الدولي لمعاقبة ايران بحيث لاتؤثر علي الانشطة العادية للشركات الكورية.