اكتب لكم هذه القصة لتدعوا معي جميعا لهذه المرأة العظيمة أن يتغمدها الله بالرحمة والمغفرة.. هي أم مصرية توفي زوجها وترك لها أربعة أبناء ثلاثة ذكور وبنتا واحدة في سن13 و12 و11 و9 سنوات بالترتيب, بدون معاش أو ثروة تعينها علي تربيتهم, فقط مساعدة مالية من أخيها الأكبر كانت تعينها في شراء الفول المدمس وتجهيزه لأحد المطاعم, وكم من الوقت أخذت في ذلك حتي تعبت عيناها لكن في الوقت نفسه أصرت علي تعليمي أنا وأشقائي ورفضت الزواج رغم صغر سنها وأعلنتها صريحة لقد تزوجت من اولادي, ومرت الأيام طويلة وصعبة, كما كانت عظيمة هذه السيدة, لم نكن نشعر بقلقها من الغد, كانت تشعرنا بالثقة في غد أفضل بعد تخرجنا, كانت تحثنا علي المذاكرة حتي حصل أخي الأكبر علي دبلوم فوق المتوسط وتولي الانفاق علينا حتي تخرج أخي الذي يليه من الجامعة, وكذلك أنا وأختي التي تفوقت في دراستها حتي اصبحت معيدة بكليتها العملية, وكنا تعودنا علي أن من يتخرج يقدم لها مبلغا ماليا من مصروف البيت حتي أصبحنا جميعا نتشارك فيه, ولم تكلفنا فوق طاقتنا, وكانت تطلب ما يكفي العيش فقط والأدوية الخاصة بمرضها, حيث أجريت في أثناء رحلتها الطويلة العديد من العمليات الجراحية, وعانت مبكرا من مرض السكري اللعين, وتزوجنا جميعا, وأنجبنا وفرحت بنا وبأولادنا, ولقد أكرمها الله سبحانه وتعالي بأداء فريضتي الحج والعمرة أثناء وجودها مع أخي وأختي بعملهما بالسعودية, وسافرت أنا الآخر حتي مرضت مرضها الأخير وتوفيت رحمها الله في أيام رمضان الأولي, وما يحزنني أنني لم أتمكن من توديعها قبل موتها لظروف خاصة بي وبعملي, إلا أن دعواتها لي ولأخوتي ليلة موتها تصبرني ولو قليلا, وعسي الله أن يحتسبنا من الأبناء البارين بأمهم وان يبارك لنا في حياتنا بفضل دعائها. وختاما أطلب من قراء بابك المحترم قراءة الفاتحة والدعاء لأمي بالرحمة والمغفرة وأن يلحقنا بها الله عز وجل في مكان أفضل, أتمني أن تنشر رسالتي لتكون أقل تكريم لهذه الأم العظيمة التي كافحت كثيرا ولم تطلب إلا القليل. في حفظ الله يا أمي محمد