احنا اتغيرنا ليه : سؤال دائما يتردد في ذهني والسبب انني ياسيدي العزيز سيدة عجوز قارب سني علي السبعين وما ادراك ما السبعين توفي زوجي منذ حوالي عشرين عاما ورحلت معه الدنيا الحلوة. كان الناس قبل عشرين عاما غير الناس الآن. كان اقاربنا قبل عشرين عاما يتوددون لنا دائما وابدا وكثيرا ما كانوا يزورونا بمناسبة وغير مناسبة( طبعا لمصلحتهم) وكانت الدنيا قبل عشرين عاما غير هذه الدنيا. كنا دائما نفتح أبوابنا لكل اقاربنا بالخير وللخير لان زوجي رحمه الله كان يعشق مساعدة المحتاجين. وكنا في اتم السعادة والرضا لاننا نستطيع مساعدة الغير من الأقارب أو الاغراب. ولكن بعدما توفي زوجي تغير الحال لانه لم يكن في حسبانه غدر الزمان واننا من الممكن ان نحتاج في يوم من الأيام, والبيت الذي كان يعج بالناس والاقارب والمحتاجين وغيرهم اصبح الآن ينفر منه الاقارب قبل الجيران لأني الآن امرأة عجوز مريضة بمعظم امراض الشيخوخة والامراض المزمنة ووصلت لمرحلة اني لا استطيع دفع ثمن علاجي في وقت تخلي عني وعن ابني اقرب المقربين الذين كانوا في الماضي لايبرحون هذا المنزل قبل أن نقوم معهم بالواجب, بكل الطرق من كرم ضيافة ومأكل ومشرب وايضا يأخذون من النقود ما يحتاجون وهم خارجين. عندما داهمني المرض وقصدتهم اصبحوا يتهربون يتعذرون يعدون ولا يوفون ودائما ما يتحججون بحجج واهية. وأنا اقول في نفسي هذه هي الدنيا الآن وفعلا تعلمت من هذه الدنيا شيئا إذا اردت مقاطعة انسان قل له سلفني, طبعا بعد هذه الكلمة لن تراه مرة ثانية.. سيقاطعك للاسف وكأنك اصبحت بين ليلة وضحاها عدوا له. ماذا حدث لهذه الدنيا ولماذا اصبحت هكذا؟ الكل ينسي او يتناسي ويتنكر لكل ما حدث, ليالي كثيرة ابات ودمعتي تملأ عيوني حسرة علي هذا الزمن. الوحيد, الذي حاول مساعدتي هو ولدي الذي يعيش معي لدرجة اني تمنيت اكثر من مرة ان يتوفاني الله لكي لا أكون عبئا علي ابني حبيبي الذي نسي نفسه ونسي مستقبله من أجلي لأنه قارب علي الاربعين ولم يفكر في الارتباط والزواج مع اني اتمني من كل قلبي ان اراه هو واخته في منازلهما مع شريكي حياتهما ولكن كيف يحدث هذا وامراضي لا تترك له أي فائض يستطيع تكوين حياته ومستقبله بل أنه استدان من أكثر من جهة لكي يعالجني ربنا يكرمه ويكرم من حاول مساعدته لانهم للاسف افضل من اقاربنا ولكن الغريب طبعا يريد أن يضمن حقه فخير ابني بين خيارين ان يحرر له ايصالات امانة أو لا يأخذ النقود وطبعا ابني وهو يراني في باله دائما اتألم من المرض لم يفكر وحرر الايصالات وعندما عرفت انا ذلك تمنيت ان كان توفاني الله قبل أن يحرر ابني ايصالات لن يستطيع دفع ثمنها ورد هذه الديون ادعوا لي ألا أري يوما يقاضي ابني بسببي وبسبب حسن نيته وبسبب انه كان يريد علاجي وبسبب ظلم وجحود الاقارب. ادعوا لابني ان ربنا يساعده ويعطيه علي قد نيته ويرزقه من حيث لا يحتسب حتي يستطيع تسديد هذه الديون التي كنت أنا السبب الرئيسي فيها وأن يستطيع تكوين نفسه لكي يساعدنا انا وابنتي علي المعايش والعلاج لانه انسان مؤمن بالله ودائما يقول لي المقولة المباركة لا تحزني ياأمي ان الله معنا دائما وابدا باذنه تعالي ولن ينسانا. وكل الذي كنا نفعله مع اقاربنا الذين تنكروا لنا الآن باذن الله سيكون في ميزان حسناتنا نحن والوالد المرحوم الذي لو كان يعلم ان الاقارب سيفعلون بنا هذا ماكان وقف بجوار احد منهم. ابعث لحضراتكم هذه الرسالة لكي تدعوا لي أن يريحني الله من هذه الدنيا وحتي لا أكون عبئا أو سببا لضرر ابني ولكي تكون بمثابة النصيحة والارشاد لكل اب ولكل أم ضعوا دائما مستقبل ابنائكم ومستقبل من تعولون أمام أعينكم لان الزمان غير الزمان والناس زمان غير الناس الآن إلا من رحم ربي لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال الخير في وفي امتي إلي يوم الدين. * تغيرنا يا سيدتي, يا أمي الغالية, عندما انشغلنا بدنيانا عن آخرتنا.. عندما أكثرنا من الحديث في الدين وابتعدنا عن ممارسته.. عندما قال كل واحد فينا: وانا مالي, نفسي ثم نفسي. تغيرنا عندما اصبح الواحد فينا لم يعد آمنا علي يومه, بعد ان علمنا رسولنا الكريم ان من ضمن قوت يومه وبات آمنا في سربه فقد ملك الدنيا وما عليها, أما الآن فنري حولنا من يكتنزون المال ويجمدونه في عقارات وأراض بدعوي محدش ضامن بكرة ولتأمين مستقبل الابناء, ذلك وهم لا يرون من حولهم يعانون ويحتاجون الي أقل القليل حتي يواجهوا الجوع والمرض. أمي العزيزة, لا تتحسري أو تندمي علي الخير الذي قدمته وزوجك الراحل, فقد فعلتما ما انتما جديران به, وفي الخير والعطاء احتسبي ما تقدمينه دوما لله سبحانه وتعالي الذي يضاعف الحسنات ودعك من غدر من احسنتم اليهم, وتأملي من يمدون أياديهم بالحب لابنك. فهناك من يملأ الحب والايمان قلوبهم ولم تغرهم الدنيا أو تنسيهم واجبهم, لذا أرجو منك ان تتفضلي وترسلي الأوراق الخاصة بعلاجك ومستندات ديون ابنك فالامل كبير في أهل الخير في هذا الشهر الكريم اعاده الله عليك بكل سلام وحب وإلي لقاء قريب باذن الله.