كثر الحديث عن تراكم الطمي خلف السد العالي وفي بحيرة ناصر, والذي يقدر بنحو30 مليار متر مكعب تزداد سنويا مع ورود أي مياه اضافية ويري البعض انه قد يشكل عبئا علي جسم السد في المستقبل القريب. ولكن اذا نظرنا إلي الموضوع من وجهة نظر أخري لوجدنا أن هذا الطمي كنز ضخم نستطيع الاستفادة منه كالتالي: أولا في الزراعة: يمكن استصلاح الأراضي الصحراوية بالطرق العلمية السليمة بعد دراسة طبيعة كل منطقة, مع ردم طبقة من الطمي فوقها بسمك متوسط يتراوح من20 سم إلي25 سم أو بخلطها بنسب معينة مع التربة مساحة الفدان4200 م2 أي يحتاج الفدان الواحد من800 م3-1000 م3 من الطمي فبحسبة بسيطة لو تمكنا من توفير المياه المطلوبة لاستطعنا إضافة30-35 مليون فدان من الأراضي الزراعية الخصبة إلي الأرض المزروعة حاليا توفر لنا الاكتفاء الغذائي من جميع المنتجات الزراعية والأعلاف وتمكننا من تصدير كميات كبيرة من الفائض كما توفر زيادة دائمة في الناتج القومي من المنتجات الزراعية لا تقل عن150-175 مليار جنيه سنويا( متوسط إنتاج خمسة آلاف جنيه لكل فدان). ان سعر الفدان في الأرض الزراعية تعدي مائة ألف جنيه, كما أن سعر الفدان في المنتجعات السياحية الجديدة تعدي نصف مليون جنيه, فلو باعت الحكومة الفدان الواحد بسعر متوسط خمسين ألف جنيه لتعدت قيمتها1500 مليار جنيه(1.5 تريليون جنيه) هذا بخلاف الأراضي المعدة للإسكان في المدن والمجتمعات العمرانية والمنتجعات السياحية التي ستنشأ حول هذه الأراضي الجديدة, وكذلك المناطق الصناعية الملازمة لها, والتي لن تقل قيمتها عن ضعف هذه القيمة. ويمكن إنشاء شركة حكومية قابضة تتبعها عدة شركات متخصصة لاستصلاح هذه الأراضي وتوفير المياه اللازمة لها كما يمكن طرح أسهمها في البورصة المصرية لكي يساهم كل مواطن مصري في توفير الغذاء لأبنائنا في المستقبل وكذلك للاستفادة من العائد المادي لها. إن كل فدان زراعي ثروة متجددة الإنتاج لا تنضب, أما البترول فهو كنز متناقص فكل برميل يتم انتاجه يقلل من احتياطي رصيدنا منه. ثانيا الصناعة: يمكن إنشاء مناطق صناعية في أسوان وحول بحيرة ناصر في حالة عدم التمكن من توفير كميات المياه المطلوبة لزراعة كل هذه المساحة, وذلك لإقامة الصناعات التي تعتمد علي الطمي وهي كالتالي: صناعة الطوب: إن كل متر مكعب يكفي لإنتاج نحو550 طوبة25 سم*12 سم*6سم( متوسط سعر الألف طوبة يتراوح بين110 و130 جنيها). صناعة القرميد إن كل متر مكعب يكفي لإنتاج نحو25 م2 إلي30 م2 من القرميد( متوسط سعر المتر المسطح من القرميد يتراوح بين28 و35 جنيها). صناعة السيراميك والأطقم الصحية: سمك بلاطة السراميك نحو8 مم أي أن كل متر مكعب يكفي لإنتاج أكثر من100 متر مسطح من السيراميك أو بلاط السورناجا, كما أنه يكفي لإنتاج العديد من الأطقم الصحية التي تتعدي القيمة التي يدخل في إنتاجها المتر المكعب لأي نوع منها2000 جنيه. صناعة الفخار والخزف: كصناعة الأواني الفخارية المتعددة وأطقم الصيني وأعمال الخزف وهي فرصة لتنمية وتطوير الصناعات اليدوية التي أخذت في الاندثار. يمكن تعبئة شكاير من الطمي بعد تجفيفه بواسطة الشمس بوزن50 كجم للشيكارة الواحدة وتصديرها بالطن لمصانع السيراميك والخزف والقرميد العالمية, وكذلك للدول الصحراوية المجاورة التي ترغب في إنشاء مناطق زراعية ولن يقل سعر المتر المكعب في التصدير عن خمسة دولارات للمتر المكعب( المتر المكعب يزن نحو1.6 طن) فكل مليار متر مكعب يمكن أن يدر دخلا لا يقل عن5 مليارات دولار, بالإضافة إلي أن نزح الطمي سيزيد من السعة التخزينية لبحيرة السد بمقدار30 مليار متر مكعب( الحجم الذي يشغله الطمي حاليا). وبالطبع يمكن الاستفادة من الأبحاث والاقتراحات التي تجري في المراكز البحثية في هذا المجال. حسن محمد أمين الغزالي مهندس إنشائي