يتحلقون دائرة الذبح.. يحدقون في الثور الذي يدخل الحلبة.. يهتفون بحرارة للماتادور الذي يحوم حول الثور وينتهز أي فرصة لغرز السيوف في جسده.. يخطو فرحا مختالا بانتصاره وقوته وجبروته علي ذلك البرئ الذي كل جريمته أن الله خلقه ثورا في اسبانيا يهجم الماتادور ويغرز فيه مزيدا من السيوف وسط الهتافات وصيحات الإعجاب والنشوة بالدم.. يترنح الثور ويتهاوي ويسقط مضرجا في دمائه.. وبينما هو في النزع الأخير إذا بذلك الجزار يأتي ويجزره من أعلي الرأس. استرجعت هذا المشهد وأنا أشاهد فقرة في إحدي الفضائيات تنقل مظاهرات الاحتجاج علي استمرار هذه الرياضة في إقليم كاتالونيا الإسباني وبعد أن تم الحظر فعلا قامت مظاهرات مضادة تطالب بإلغاء هذا الحظر وتتهمه أنه مسخر لأسباب سياسية. ولكن أري أنه بإلغاء النظر عن الدوافع والأسباب تظل رياضة مصارعة الثيران عملا وحشيا تحرمه الاعتبارات الانسانية قبل أي اعتبارات أخري. ويبدو أن رسوخ هذه المجازر التي تسمي تجاوزا رياضة مئات السنين هناك جعلها عادة أقوي من أي عدل وتحضر, لكني ادعو الشعب الإسباني كله أن ينتصر للرحمة والانسانية وليس للسادية والوحشية.