في احد البرامج الدينيه التي تبثها الفضائيات اتصلت سيده عمرها ثلاثون عاما بالشيخ تستفيه وهي تبكي هل عليها من اثم لانها ذات ليله منعت زوجها من نفسها فبات غاضبا عليها وفي الصباح واثناء ذهابه الى العمل وقعت له حادثه فمات في الحال ومن وقتها وهي تشعر بالذنب رغم اخلاصها له لسنوات لانها تعتقد بانه مات وهو غضبان عليها . وانها لو كانت تعلم بانها لن تراه بعد هذه الليله لاذاقته من كؤوس السعاده ماشاء ولروت قلبه بماء الحب والحنان بل لتمنت ان تموت وهي بين احضانه حتى لا تعيش لحظة الفراق التي حدثت ، ثم استطردت وهي تبكي : ولكن يافضيلة الشيخ لم اقصد ان امتنع عليه..وانما شغلني صراخ اطفالي فانا احيه ..وقد اعادتني شكوى السيده الى الوراء سنينا عندما ماتت امي ونحن نجلس الى مائدة الطعام وهي عن يميني ولا يفصلني عنها الا ابنتي الصغيره وعن يمينها كان يجلس ابن اخي وجلست زوجتي وزوجة اخي في مقابلها وانهمك كل منا في التهام الطعام وانشغلت امي في اطعام ابنتي وابن اخي حتى وجدت زوجتي تقول فجاه : مالك يانينه ..شرقانه؟ تشربي؟ تفضلي الماء ..وسالتها بدوري : مالك ياامي : فردت قائلة بان كل شئ على مايرام وانها فقط اصيبت بكرشة نفس ، وكانت تجاهد وقتها وهي تلتقط انفاسها ، فعاتبتها قائلاً: ولماذا لم تخبريني ، فقالت لي لم اكن اريد ان اشغل بالك بي ، ولكن استنكرت ماقالته وقلت لها بصوت غاضب لا يخلو من العتاب القاسي بانني على الاقل طبيب فكيف لا تخبرني ان لديها متاعب صحيه ، وهرولت لاحضر حقيبة الاسعاف الخاصه بي من السياره التي تقف امام البيت ، وعدت سريعا لاجد امي قد فارقت الحياة في البدايه.. لم اصدق الامر واستوعبه ..اهذه امي التي كانت تتكلم معنا وتضحك قبل دقائق ..لم لم تقل لنا بانها سوف تودعنا بعد لحظات على الاقل كنت ساكلمها بطريقه لطيفه واكثر حناناً مما فعلت. هكذا قلت لنفسي وقتها وانا اتمنى ان تعود فاضع اللقمة بيدي في فمها واهتم بها ولا انشغل عنها، ولا اكلمها بقسوه حتى وان كانت قسوتي في الكلام بسبب خوفي عليها ، ومثل تلك الارمله المكلومه على زوجها والتي مازالت تشعر بالذنب نحو زوجها ومثلي وانا من ماتت والدتي وهي الى جواري دون ان اشعر بها نازعت الموت في صمت ودون ان يشعر احد ومثلها العديد من القصص والامثله المتعدده لاشخاص يؤجلون البر بالقريبين منهم لاوقات لا يدرون اصلاً ان كانوا سيعيشونها ام لا ،سواء هم او الاخرون القريبون منهم فيا كل انسان ارجوك ان احسست في لحظة انك تحب شخصاً ما فاخبره بسرعه وان كان الوقت في منتصف الليل فلا تنتظر طلوع النهار، وان خطر في قلبك خاطر ان تشرح قلب زوجتك وابنك او ابيك وامك او صديقك بكلمة فلا تتوان وبادر بفعل الخيرات فان كنت انت السابق الى وجه ربك قابلته باحب الاعمال اليه وهو ادخال السرور الى قلب واحد من عباده ، وان كنت انت اللاحق فارقك حبيبك وهو عنك راض وبقيت انت راضياً عن نفسك ولاتنام وانت تحس بذنب قاتل لا، بل تفتح عيناك وتغلقهما وهما قريرتان بفعلك الخير في جميع الاوقات د: سمير محمد البهواشي