بيروت محمد عبد الهادي: نظمت جمعية الحوار الثقافي ببيروت مؤتمرا حول المشروع الفكري للمفكر العربي الراحل محمد عابد الجابري كنموذج للمفكر العربي المشغول بقضايا أمتة والمحلل لأسبابها والمعالج لهمومها من أجل نهضة أمته العربية والاسلامية, وعرض الدكتور خير الدين حسين مدير عام مركز دراسات الوحدة العربية لمشروع الجابري نقد العقل العربي ثم مشروعه في تفسير القرآن الكريم, ووصفه بأنه نموذج معياري للمثقف الملتزم الذي لا يفصل في حياته بين الفكرة والممارسة. ويشير حسين إلي أن الجابري قدم كذلك نموذجا لانشغال المفكر العربي بقضايا أمته وعدم إنصرافه عن هذه الهموم بدعوي الحياد العلمي. وأعلن أإه إعترافا بفضل الجابري وتقديرا لانتاجه الفكري فقد اتفق المركز مع إحدي دور النشر البريطانية علي ترجمة بعض كتب الجابري الي الانجليزية, وتنظيم المركز ندوة فكرية في بيروت قبل نهاية العام الجاري لتناول فكر الراحل الكبير ومشروعه العلمي وانشاء جائزة فكرية عربية تحمل اسمه, وكذلك انشاء كرسي ووقفية للفكر العربي باسم الجابري. وقال مؤسس جمعية الحوار الثقافي ورئيس تحرير مجلة الحداثة فرحان صالح إن أحد أهم انجازات الجابري الفكرية هي انه قدم لنا درسا منهجيا في مسألة فهم التراث وكيفية تفسيره, فالماضي عند الجابري ماضيان ماضي الوقائع وهذا لاداعي لإحيائه, وماضي القيم الذي لا يتبدل ولابد من استدعاء مافيه من خير لعصرنا. ورأي الدكتور الطاهر لبيب أستاذ الفلسفة بالجامعة اللبنانية أن أحد أهم انجازات الجابري في الفكر والعقل العربي هي أنه حاول أن يدفع المفكر والباحث والمواطن العربي إلي أن يفكر في حلول ويستشرف الآفاق لقضاياه علي الارض لا أن ينظم إلي السماء فقط بانتظامها.