قنابل يدوية مصنوعة في الولاياتالمتحدة عرفت طريقها الي أمريكا الوسطي خلال الحرب الباردة.. و تعود اليوم في صورة أسلحة في قبضة عصابات المخدرات في المكسيك. فقد أرسلت أمريكا القنابل لمحاربة الثوار الشيوعيين في غابات أمريكا الوسطي, وبعد قرابة جيل كامل يجري نقل القنابل الأمريكية من مستودعات الأسلحة القديمة التي يعلوها التراب وبيعها لعصابات المافيا الإجرامية, الذي تستخدمها لزعزعة استقرار الحكومة المكسيكية وترويع المدنيين في الفترة الأخيرة. وقالت صحيفة واشنطن بوست أمس ان حصول أباطرة المخدرات المكسيكيين علي القنابل اليدوية الأمريكية الصنع وأسلحة أمريكية أخري بالغة التطور يؤكد الطبيعة المتشابكة للصراع الذي راح ضحيته25 ألف شخص حتي الآن. وشنت عصابات المخدرات72 هجوما بالقنابل اليدوية العام الماضي, بما في ذلك الهجمات علي قوافل للشرطة وموظفين عموميين. وآخر هذه الحوادث, مقتل أربعة علي الحدود في تفجير سيارة ملغومة بواسطة عصابة مخدرات مكسيكية, وكذلك مقتل12 في تبادل لإطلاق النار بين الجيش المكسيكي وعصابات في المنطقة الحدودية نفسها. وتقول قوات الجيش المكسيكي انها ضبطت أكثر من5800 قنبلة يدوية منذ عام2007, وهو جزء صغير من ترسانة واسعة تحتفظ بها عصابات المخدرات. ووفقا لمكتب المدعي العام المكسيكي, كانت هناك هجمات بالقنابل اليدوية ضد101 مبني حكومي في السنوات الأخيرة. وتتعقب أجهزة الاستخبارات الأمريكية أثر القنابل, حيث يعتقد أن أغلبها يأتي من السلفادور وجواتيمالا وهندوراس ونيكاراجوا في أمريكا الوسطي. وكانت ادارات رونالد ريجان وجورج بوش الأب قد بعثتا بنحو300 ألف قنبلة يدوية لمحاربة المتمردين اليساريين في الحروب الأهلية مابين عامي1980 و1990 وفقا للبيانات العسكرية السرية التي حصل عليها اتحاد العلماء الأمريكيين بموجب قانون حرية المعلومات. كما تشير المعلومات الي ان القنابل الموجودة في المكسيك ليست كلها أمريكية الصنع, فكثير منها مصدره آسيا أو من صنع الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية الذين كانوا يوردون القنابل لمتمردين يساريين في نيكاراجوا. ويتراوح سعر القنبلة مابين100 دولار و500 دولار في السوق السوداء.