عادة تقع الكارثة ومعها ينتفض المسئولون من مقاعدهم وتنساب التصريحات علي ألسنتهم ولكن أمام الكاميرات التليفزيونية والصحفية كمسكن موضعي لآلام أسر الضحايا والمصابين. وهذا ما حدث بينما كان الأهالي يندفعون لاستخراج جثث ضحايا مقبرة منزل الدرب الأحمر المتصدع التي دفنت سبعة من الشباب في عمر الزهور ليؤكد رئيس الحي أمام الكاميرا أن المنزل المنكوب صادر له قرار إزالة منذ عام93 أي أن الرجل ومن خلفه المحافظ فعل ما عليه.. وعلي الضحايا تحمل مسئوليتهم لايوائهم في عقار متصدع!! لقد فجرت واقعة مقتل سبعة شبان وإصابة آخر أسفل بقايا عقار صدر له قرار إزلة منذ خمسة عشر عاما براكين من الغضب داخل صدور الغلابة من أسر الضحايا الذين دفعوا حياتهم ثمنا للفقر وقلة الحيلة.. تركوا أسرهم بقرية إبشواي بمحافظة الفيوم وشدوا الرحال إلي القاهرة بعد أن فرغوا من دراستهم في الجامعات والمدارس للبحث عن لقمة عيش تسد أفواه أسرهم الفقيرة. التحقيقات الي أشرف عليها المستشار محمد غراب المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة تؤكد أن العقار الذي تهدم علي رؤوس الضحايا والذي يحمل رقم2 بمنطقة عطفة المعاون بالدرب الأحمر تصدع عقب زلزال عام1992 وصدر له قرار تنكيس من حي وسط القاهرة وعندما فشلت أعمال التنكيس وكشف تقرير اللجنة الهندسية المشكلة من مهندس الحي عن خطورته علي حياة السكان وإمكانية سقوطه علي رأسهم في وقت صدر له قرار آخر عام1993 بالازالة وتم اخلاؤه من السكان عام1997 وذلك بمعرفة الحي وتم تسكينهم وعددهم8 أسر في مساكن بديلة بمدينة النهضة وقضت المحكمة عام1997 بإزالة العقار حتي سطح الأرض وأصدر رئيس حي وسط القاهرة قرارا بتنفيذ الإزالة حتي سطح الارض وتحويل العقار الي قطعة أرض فضاء واضافت تحقيقات بهاء نور الدين رئيس نيابة الدرب الأحمر ان قوة من حي توجهت الي مكان العقار عام1997 يترأسها مهندس الحي في حضور قوة من قسم شرطة الدرب الأحمر لتأمين المكان ومقاول وعدد من العمال لتنفيذ قرار رئيس الحي بالإزالة إلا ان القوة قامت بهدم دورين فقط من العقار وتركت حوائط الدور الأرضي بأكمله قائمة ولم يتم تنفيذ قرار رئيس الحي بالإزالة حتي سطح الأرض ولأن مهندسي الأحياء يعملون دائما بحكمة لا نري لا نسمع لا نتكلم ولا صوت عندهم يعلو فوق صوت المخالفات تركوا صاحب العقار الذي يقوم ببناء سقف خشبي في البداية للحوائط المقامة ثم حول السقف الخشبي الي خرساني وقام بتحويل عدد من حجرات الدور الأرضي الي محلات قام بتأجيرها وتعمل ليلا ونهارا وبقية الحجرات حولها الي غرف فندقية حيث كان يقوم بتأجيرها لشخص مقابل مائتي جنيه شهريا وذلك الشخص يقوم بتأجيرها للعمال المغتربين نظير خمسة جنيهات للفرد في اليوم الواحد ولانه يتحلي بالكرم مثل صاحب العقار فإنه يؤجر الغرفة الواحدة لأكثر من ثلاثين شخصا في اليوم الواحد!! ومرت السنون في هدوء ومهندسو الحي ومسئولو المحافظة رايحين جايين يدهسون أرض المنطقة كل يوم ويرون بأعينهم المنزل المزال علي الورق فقط.