كنت في منزل عمي أبذل مساعي التهدئة في خناقة نشبت بينه وبين زوجته حول مصروف البيت تطورت لاشتباك بالأيدي وشباشب الحمام حين دق جرس المنزل.. هدأ الجميع فجأة تجنبا للفضائح وكأن المنطقة بأسرها لاتسمع(!).. فتحت الباب فوجدت فتاة صينية ممن يمررن عبر المنازل لبيع بضائعهن تحمل فوق ظهرها حقيبة عملاقة.. وعند رؤيتها انقلبت سحنة زوجة عمي وعلا وجهها الترحاب داعية الفتاة للدخول.. استهلكنا ما يربو علي نصف الساعة نحاول إدخال الحقيبة عبر فتحة الباب الضيقة فيما زاد من استبشار الفتاة بعزم الأسرة علي الشراء. إذ أن هذه الحقيبة لن تخرج من المنزل دون أن تبيع نصف حمولتها علي الاقل. وأمام عيني الذاهلتين خرجت النقود التي قاربت علي التعفن من مكامنها وانقلب الصراخ والسباب ضحكا وتقليبا في البضاعة.. كانت الحقيبة سوق جمعة متنقل لا ينقصها سوي المخدرات والسلاح.. أصابت جدي الغيرة وسط مهرجان التسوق المنصوب بالمنزل فسأل البائعة عما إذا كانت تحمل بين هذه البضاعة( السروال أبو دكة) والذي لايرتدي سواه في تنقلاته داخل المنزل.. لم تفهم الفتاة فاختفي الرجل داخل حجرته وخرج يرفع أمامها السروال كنموذج استرشادي.. ذهلت البائعة الصينية وأعجبت بالسروال أيما إعجاب.. وأصرت علي أن تأخذه معها كتذكار يعكس مافي فلكلور الأزياء المصري من تنوع وعراقة!. لم يمر شهر علي واقعة البائعة الصينية حتي وجدت فيما كنت أمر بميدان رمسيس رهطا من الرجال يلتفون حول كومة من الملابس الصينية.. واكتشفت حين سألت أن أولئك الصينيين لايضيعون وقتا.. وأن( السروال أبو دكة) صار هو الآخر يحمل العبارة الأشهر( صنع في الصين).
أحمد هواري له مدونة تحمل اسم هواريات بعنوان www.ahmedhawary.blogspot.com أنشأ عددا من جروبات الفيس بوك في الأدب الساخر من بينها جروب الحاج زيطة له مجموعة قصصية مترجمة عن الإيطالية بعنوان في الليل يصدر له قريبا مجموعة قصصية ساخرة بعنوان تفاريح الوكسة.