مفارقة غريبة في تفكير الزوج الشرقي, فهو لا يجد مانعا من استخدام مرتب زوجته للانفاق علي البيت, ويعتبره جزءا أساسيا من المصروف, بينما يرفض تماما المشاركة في أعمال المنزل. او تربية الأبناء باعتبارهما مسئولية الزوجة وحدها وعليها عدم التقصير فيهما دون الاستعانة به! يعلق علي هذا التفكير د. أيمن عبدالهادي اخصائي الأمراض النفسية والعصبية ويقول إن الثقافة الاجتماعية السائدة تمنع التصريح بوجود مثل هذا التعاون في الأسرة, ولكن طبيعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة حاليا تفرض تعاونا ضروريا بين الطرفين للوصول إلي السعادة والاستقرار في الحياة الزوجية, فكيف للرجل إذن أن يتهرب من مساعدة زوجته في الأعباء المنزلية بدعوي أن هذه الأعمال للمرأة فقط, وهي الآن أصبحت تشاركه أعباء الحياة بكاملها وبكل ما فيها من متاعب وشقاء. ويؤكد د. أيمن أن الزوجة تفرح كثيرا إذا رأت زوجها يساعدها في بعض الأعمال المنزلية البسيطة, خاصة إذا جاءت هذه المساعدة بدون طلب منها وبمبادرة منه لأنها تشعرها باهتمامه وخوفه عليها, وهذا إحساس رائع. في حين أن تجاهل هذا الأمر من الزوج يوجد نوعا من الجفاء بينهما, ويشعرها بأنه لا دور لها سوي المنزل واحتياجاته الزوجية فقط!!. فهناك أعمال منزلية تقوم بها المرأة أو الزوجة بينما لا يقوم الرجل بها أو يشاركها فيها مثل تعليق الستائر, وتجهيز مائدة الطعام, وتحضير أدواتها, وتجفيف الأطباق ووضعها في أماكنها بعد غسلها, وهي كلها أعمال يمكن أن يقوم بها معها بدون أن تطلب منه ذلك من باب الحب والمشاركة وليس الإلزام. وتؤكد د. أميمة كامل أستاذ الاجتماع بكلية التربية النوعية أهمية مشاركة الرجل لزوجته في الأعمال المنزلية علي أساس أن البيت السعيد هو عبارة عن أدوار مقسمة بين الزوجين, فالزوج له أدوار خاصة عليه القيام بها تتمثل في رعاية الأسرة وكفالته لها, والزوجة لها أدوار تتمثل في الإنجاب والتربية, وهناك أدوار يلتقي فيها الطرفان فكل منهما في احتياج للآخر, ومكمل له, لذلك فقد يساعد الزوج زوجته في أعمالها الخاصة, والعكس أيضا. أما إذا كانت اللغة السائدة بينهما أن هذا ليس من شأني أو أن هذا من اختصاصك فلن تجد السعادة لها طريقا إلي هذا المنزل, وتؤكد أن مساعدة الزوج لزوجته في المهام المنزلية ورعاية الأبناء هي صفة مكتسبة لا وراثية, فكل شئ يتم تعلمه من الأبوين, فمن تربي في أسرة تشجعه علي السلبية واللا مبالاة أي يجب علي الأم أو الأخت فعل كل شئ في المنزل, فهذا بالطبع سوف يرث السلبية وعدم المشاركة لزوجته في المستقبل. أما إذا كانت التربية تقوم علي أساس أن يتعود الأطفال من البداية معني المشاركة وأهمية مساعدة بعضهم البعض فسوف يؤدي هذا إلي احترام كل منهم للآخر وبالتالي سوف ينعكس هذا علي سلوكهم في المستقبل بعد الزواج, حيث إن المشاركة في الحياة الأسرية, والأعباء المنزلية أمام الأطفال تخلق جوا من الود والحب وتعلم الأطفال أيضا قيمة التعاون والتعامل الراقي.