و خضعت للنفوذ السوفييتي الشيوعي الذي انهار في عام1989 وذلك قبل أن يتفق الطرفان التشيكي والسلوفاكي علي الانفصال السلمي في الأول من يناير1993. منذ ذلك الحين نجحت سلوفاكيا في التغلب علي حجمها الجغرافي الصغير من خلال جهودها السياسية والإقتصادية حيث انضمت في مطلع الألفية إلي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي( الناتو). وزير خارجية سلوفاكيا ل الأهرام: نتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر إلا أنها لم تكتف بالنشاط السياسي والإقتصادي في القارة الأوروبية فحسب بل امتد نشاطها إلي خارج القارة حيث كانت القاهرة هي أول مقصد لوزير خارجيتها ميروسلاف لايشناك مطلع العام الحالي والتي ثمن خلالها الدور المصري في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مشيرا إلي ما لمصر من ثقل إقليمي ودولي وخبرة واسعة تمكنها من الاضطلاع بدور رئيسي في هذا المضمار. الأهرام التقي بوزير الخارجية السلوفاكي في العاصمة براتيسلافا وأجري معه هذا الحوار.. * كيف تقيمون العلاقات المصرية السلوفاكية خلال السنوات الثلاث الماضية منذ رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي لمصر في براتيسلافا إلي السفارة؟ { لقد أحرزت العلاقات تقدما كبيرا خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية حيث تسعي الدولتان لتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية لا سيما في المجال الاقتصادي, فنحن لدينا خبرة واسعة في مجال الصناعة والطاقة والمواد الغذائية وصناعة وتجهيز الأخشاب. وقد قام وزير الطاقة السلوفاكي بزيارة للقاهرة كما قمت شخصيا بزيارة أخري في مطلع العام الجاري أسفرت عن تعزيز الروابط بين البلدين علي الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف التقيت خلالها بوزير الخارجية أحمد أبو الغيط. وما يزيد من سعادتي هو أن العلاقات بين البلدين لم تقتصر فقط علي المجالين السياسي والاقتصادي بل امتدت لتشهد أيضا الأحداث الثقافية المختلفة بزيارات متبادلة بين الفرق الفنية بالإضافة الي التبادل الأكاديمي. علاوة علي ذلك فإن مصر تستحوذ علي النصيب الأكبر من سياحنا بعد أوروبا كما نود أن نري مزيدا من السياح المصريين يزورون بلادنا التي تتمتع بمزارات طبيعية خلابة ومرافق للسياحة علي مستوي عال. * جاء تقرير جولدستون حكما كاشفا علي ما ارتكبته إسرائيل من انتهاكات للقانون الدولي عبر60 عاما إلا أن سلوفاكيا اتخذت موقفا مضادا للقرار الذي اعتمده مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الخامس العشرين من مارس2009 فما تعليقكم خصوصا وعضوية سلوفاكيا في مجلس حقوق الإنسان العالمي ؟ { فيما يتعلق بهذا أود الإشارة في بادئ الأمر إلي الوقائع المستقلة لبعثة الاممالمتحدة في غزة وأريد ان أؤكد أن سلوفاكيا تأخذ هذا الامر علي محمل الجد بما في ذلك الإدعاءات التي وردت في تقرير القاضي جولدستون فنحن نؤكد دائما ضرورة اجراء تحقيقات دولية مستقلة ذات مصداقية للتحقيق في الادعاءات من جانب كل اطراف النزاع ونحن واثقون من أن لجنة حقوق الإنسان التي كلفت بإصدار التقرير هي الهيئة الأكثر ملاءمة لمناقشته. وبوصفنا عضوا في المجلس فنحن ملتزمون بالحوار معها في هذا الشأن وقد أعربنا عن أسفنا لقرار الدورة الاستثنائية للجنة حقوق الإنسان في أكتوبر الماضي وكذلك قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في مارس الماضي حيث لم ترد اللجنتان علي مقترحات الاتحاد الأوروبي ولهذه الأسباب فقد صوتت سلوفاكيا ضد القرار. إلا إنه خلال اجتماع تال للجمعية العامة في الاممالمتحدة فقد امتنعنا عن التصويت لإيماننا بأهمية التعامل مع تقرير جولدستون بطريقة تخدم الأهداف المشتركة لمنع تكرار ما حدث في غزة والأهم من ذلك هو تسهيل استئناف مفاوضات السلام بين الأطراف المعنية. * كيف تقرأ الخريطة السياسية الحالية والمستقبلة في منطقة الشرق الأوسط خصوصا بعد الإنتهاك الإسرائيلي الذي شهده العالم أجمع علي قافلة الحرية؟! { لقد أثار الإعتداء الأخير علي سفينة الحرية قلقنا الشديد لذا فنحن في سلوفاكيا نشدد علي الحاجة إلي إجراء تحقيق شامل في ظروف هذا الحادث المأساوي من أجل الوصول للحقيقة الكاملة للعملية وننصح بضرورة وجود العنصر الدولي في التحقيق لأهميته القصوي. في الوقت ذاته نناشد بضرورة تدفق المساعدات الإنسانية لأهالي غزة وضمان وصول السلع التجارية لأن سياسة الحصار التي تتبعها اسرائيل أثبتت فشلها ودون تحقيق النتيجة المرجوة لإضعاف حماس بل وساهمت في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون من ظروف بالغة الصعوبة تتفاقم يوما بعد يوم بسبب استمرار الحصار. من جهة أخري فإننا نناشد حماس بضرورة وقف تهريب الأسلحة إلي داخل قطاع غزة ووقف علي الهجمات الصاروخية من قطاع غزة علي إسرائيل. * في إطار رئاسة بلادكم لمجموعة الفيشجراد مطلع يوليو المقبل ما هي المساهمة التي يمكن أن تقدمها سلوفاكيا لمنطقة الشرق الأوسط؟ { في إطار رئاستنا لهذا لتجمع الفيشجراد الدولي والذي يضم كلا من بولندا والتشيك والمجر بالإضافة لسلوفاكيا فإننا نولي أهمية قصوي لتعزيز وتعميق التعاون الإقليمي وتطوير الاتصالات مع أقرب جيراننا وهو ما يدفعنا خلال فترة رئاستنا للتجمع لتحقيق التماسك الداخلي للمجموعة وتنسيق أنشطتنا المشتركة داخل الاتحاد الأوروبي ومنطقة غرب البلقان. وقد نشر التجمع مؤخرا بعض الأدوات المفيدة لتعزيز الاتصالات مع المجموعات الإقليمية الأخري والشركاء الاستراتيجيين ومن خلال رئاستنا للمجموعة يمكن عقد مشاورات مع مصر في المستقبل القريب.