ربما كان الزبون دائما علي الحق, لكن المؤكد أن القارئ ليس كذلك! فقد أتاحت المواقع الصحفية الإلكترونية أفضل وأسرع الأشكال للتفاعل بين القارئ والكاتب. من خلال عبارة أضف تعليقا التي تأتي في خاتمة مقالات الكتاب عبر صحافة الإنترنت والمدهش أن قطاعا كبيرا من القراء تجاوز الخط الفاصل بين النقد والتجريح.. وهكذا أصبحت معظم تعليقات القراء فاصلا من الشتائم, ووصلة من السباب الذي يعاقب عليه القانون. حدث هذا معي العام الماضي كما حدث مع كثيرين غيري من الزملاء الكتاب وأرجو ألا يتكرر في العام الجديد ينوبكم ثواب. * عندما يحمل التعليق أو الشتيمة عنوان جيت علي بالي يا مضروب والتوقيع: عمرو دياب, فيشعر الكاتب بالحيرة لأن عمرو دياب الذي يعرفه لا يمكن أن يأتي الكاتب علي باله أبدا.... * عندما يتصفح الكاتب في ساعة صفا العديد من مقالات زملائه الكتاب فيكتشف أن جميع التعليقات علي مقالاتهم تبدأ ب جيت علي بالي يامضروب والتوقيع هذه المرة: عمرو دياب يا كلاب!.... * عندما تصبح كتابة التعليق الوسيلة الوحيدة لكي يستعيد القارئ توازنه النفسي كمواطن مقهور يريد أن يفرغ شحنة الإذلال التي يتلقاها يوميا علي يد المدام ورئيسه في العمل فيستأسد علي الكاتب ويكون العنوان الدائم لتعليقاته: محدش يحوشني... * عندما يختلط الأمر علي الكاتب فيتصور أن هناك خطأ فنيا ما يجعل عبارة أضف تعليقا التي يذيل بها الموقع مقالات كتابه تصل إلي القراء وقد أصبحت: أضف شتيمة... * عندما يفيض الكيل بالكاتب فيكتب مقالا ساخنا عنوانه: قرائي الأعزاء.. شكرا علي شتائمكم فيكون أول تعليق علي المقال..لا شكر علي واجب.. * عندما تأخذ الشتيمة شكل النصيحة: ما تروح تشوف لك شغلانة تانية أحسن! * عندما تأخذ الشتيمة شكل النصيحة ولكن علي نحو أكثر غموضا: من يفشل في مقاومة الاغتصاب, عليه الاستسلام ومحاولة الاستمتاع! * عندما تأخذ الشتيمة شكل التهديد الصريح: يا جماعة لو عاوزيني أفضل من قرائكم يبقي الراجل ده يمشي من عندكم! * عندما تتحول التوقيعات التي يذيل بها القراء شتائمهم إلي مزاد علني لا ينقصه سوي تلك العبارة الخالدة مين يزود, فتجد التوقيعات أصبحت فجأة من نوعية قبطي بيموت في تراب البلد, مسلم غيور علي شرف الأمة, بهائي بيخاف عليكي يا مصر!