كشف ريتشارد باريت رئيس مهمة الأممالمتحدة لعمليات مراقبة حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان عن أن جهود قوات حلف شمال الأطلنطي الناتو لمد سيطرتها علي أجزاء جديدة في أفغانستان لم تحقق النتيجة المرجوة منها. بل تسببت في زيادة معدلات العنف في البلاد. وأوضح باريت في حديثه لصحيفة الأوبزرفر البريطانية أمس أن محاولات القوات البريطانية والأمريكية لبسط سيطرتها علي الأراضي الأفغانية خلال الأشهر ال21 الماضية أدت إلي ننتائج عكسية وزيادة تدهور الوضع الأمني. ومع محاولات القوات البريطانية الانتشار في إقليم هلمند, أكد باريت أن القوات البريطانية تحاول الدفع بنفسها في مناطق لم تصل إليها من قبل مما سيدفع عناصر طالبان إلي الرد بقوة واشتعال وتيرة العنف. وأضاف أنه مع ذلك فما زالت المؤسسة العسكرية الأفغانية ضعيفة وبها مشاكل داخلية بحاجة إلي تنظيم وخبرة, لكنه أشار إلي نقطة إيجابية وحيدة أسهم فيها تدخل المخابرات في البلاد وهي ضعف نفوذ تنظيم القاعدة في البلاد. وتزامن ذلك الحديث مع تصريحات أخيرة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تشير إلي تزايد شعوره بالقلق من الوضع الحالي في أفغانستان, حيث قال إنه علي القوات البريطانية وقوات التحالف مراجعة خطط التقدم داخل أفغانستان في سبيل عودة الجنود إلي بلادهم في أقرب وقت ممكن. وكشف تقرير رسمي للأمم المتحدة أمس الأول عن تزايد أعمال العنف بشكل واضح في أفغانستان خلال الشهور الأربعة الأولي من العام الحالي, حيث ارتفعت الهجمات بالقنابل المزروعة في الطرق لتصل نسبتها إلي49% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة التايمز البريطانية عن قيام كاميرون بخطوة غير مسبوقة في تاريخ القوات المسلحة البريطانية, حيث أنه يجري حاليا مقابلات شخصية بنفسه مع المرشحين لتولي رئاسة الأركان للقوات المسلحة البريطانية وذلك بعد الإعلان عن استعداد المارشال سير جوك ستيروب لتنحيه عن هذا المنصب في بداية الخريف المقبل. والمعروف أنه يجري عادة اختيار قائد القوات المسلحة البريطاني بالتشاور بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأمر الذي أثار الانتقادات خشية تسييس المنصب. ويعتقد أن كاميرون يفضل تعيين الجنرال سير نيك هيوتون, وهو أحد المقربين من الجنرال سير ريتشارد دانات القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية, وتضم قائمة المرشحين أيضا كلا من قائد القوات البحرية الأدميرال سير مارك ستانهوب وقائد الجيش الحالي الجنرال سير ديفيد ريتشاردز. وعلي صعيد أعمال العنف في أفغانستان, لقي5 مدنيين بينهم3 اطفال مصرعهم وأصيب20 آخرون في3 هجمات في جنوبافغانستان وشرقها. وقالت وزارة الداخلية في بيانها أن صاروخا سقط علي منزل في ولاية ننجرهار في شرق البلاد ما أدي الي مقتل طفلين وجرح4 بالغين بينهم3 نساء. ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية الإخبارية عن المتحدث باسم حاكم إقليم هلمند قوله ان إنفجارا آخر وقع أمام أحد البنوك في حين وقع الثاني خارج إحدي المدارس.