وصي الله الانسان بوالديه حسنا, كما جاء في كوا أسفاه! تابه الكريم, وخص الأم بالحب والرعاية من جانب أبنائها, كما وصي الرسول عليه الصلاة والسلام الأبناء بأمهاتهم. ولكن ما حدث ويحدث معي يخالف كل ما جاءت به الرسالات السماوية والتقاليد والأعراف, فأنا سيدة عمري90 عاما ولدي ثلاث بنات وولد واحد وكلهم لم يرحموني وأشعر بأنني أعيش بدون مبالغة في سجن أبوغريب الذي تحدثوا عن أهواله في العراق.. إنني أظل أياما عديدة بدون أن تمتد لي يد بطعام أو شراب أو رعاية.. حيث يتركني ابنائي علي هذه الحال حتي أموت من الجوع.. هل تصدق ان ابني هذا يضربني عمال علي بطال وقد رزقني الله بواحدة من الجيران من بنات الحلال تقوم بخدمتي كلما سمحت ظروفها وتحميني وتنظف غرفتي وتسعي لإرسال هذا الخطاب اليك فربما ارشدتني إلي من ينقذني من هذا العذاب وأنا في أواخر أيامي.. لقد اتصلت جارتي بإحدي الجمعيات الخيرية التي تعلن باستمرار في الفضائيات عن تقديمها المساعدة للمحتاجين وتدعو من يعرف عجوزا يحتاج إلي الرعاية أن يدلها عليه ليذهبوا اليه ليكفلوه, وشرحت لهم حالتي ولكنهم لم يهتموا. انني أحتاج إلي أن أقضي بقية أيامي في دار للمسنين وأبتعد عن هؤلاء الأبناء الجاحدين والعاقين الذين يعذبونني ليل نهار. * واأسفاه علي الأبناء الذين تحجرت قلوبهم, وماتت ضمائرهم فانصرفوا إلي أنفسهم ناسين آباءهم وأمهاتهم.. ألا يدرك هؤلاء ان الزمن سيدور وسوف يتجرعون الكأس نفسها التي شرب منها آباؤهم فيشربون منها؟ ألا يعلمون أن الله يمهل ولايهمل؟.. قولي لجارتك يا سيدتي ان الله سوف ييسر لها الأمر, وستجد من يمد إليها يد العون, من خلال أهل الخير الذين لايدخرون وسعا في سبيل توفير الرعاية لمن هم في حاجة إليها ولايبتغون بما يفعلون إلا وجه الله وسوف يطرقون بابك قريبا.. والله فعال لما يريد.