عودنا بريد الأهرام علي أن يكون نافذة صادقة وموضوعية للتعبير عن هموم الناس وآرائهم, وأن يكون له في كل فترة موضوع أثير يحظي بالتركيز في النقاش العام. ولذلك وبمناسبة الفترة الانتخابية الممتدة في مصر من الآن وحتي انتخاب رئيس الجمهورية في نهاية العام المقبل, اقترح أن يكون موضوع الديمقراطية والحريات الحقيقية الكاملة للمواطن المصري هو موضوع ساعتنا, وأيضا لأهميته القصوي نظرا لارتباط جميع مجالات حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية به. ولقد بدأ الحديث بعرض تحليلي قام به د.عماد إسماعيل في البريد في5/16 ناقش فيه العديد من الفروض لأسباب غياب النظام الديمقراطي في المنطقة العربية, وانتهي إلي رفضها كلها والتساؤل: هل حكم علي الوطن العربي ببساطة بمستقبل سلطوي لأجل غير مسمي؟ ولما كانت فرضية الحاكم المستبد العادل متناقضة موضوعيا من داخلها وغير صحيحة تاريخيا, والسلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة, فإن واقع الحال يوضح بجلاء احتكار السلطة سواء كان ذلك في البداية بإلغاء الأحزاب ثم الحزب الواحد ثم التعددية الحزبية الشكلية حتي وصل الأمر إلي أن تصبح أحزابنا هي أحزاننا ونخبتنا هي نكبتنا, وسيتمثل اسهامي في هذا الموضوع فيما يلي: أولا: نحن نواجه كشعب في الحقيقة مشاكلات كبيرة وخطيرة في مجالات متعددة, إن لم يكن في كل نواحي حياتنا, وذلك علي الرغم من الجهد المبذول والمشكور للتقدم البطيء والمحسوب للحفاظ علي الاستقرار بمفهوم جامد وسلبي, وحتي تتحقق الدفعة الكبري أو الانطلاقة يجب أن نعطي الأولوية للحريات الحقيقية والكاملة لكل المصريين بعيدا عن العنف والارهاب بكل صوره, أي أن مفتاح الحل سياسي لكل مشكلاتنا, وهذا الفهم والوعي غائب عن قطاعات كبيرة من مواطنينا إما بقصد أو بسوء الفهم أو بوعي مزيف. ثانيا: هل نحن شعب لا نستحق الديمقراطية أو غير مؤهل لها؟ للأسف الشديد ستجد من بيننا من يقولون بذلك حتي في قمة نظام الحكم ومن أساتذتنا المتحولين, ويدحض هذا الزعم أن العدالة لن تتحقق في غياب الديمقراطية وما من شعب علي وجه البسيطة يتخلي عن كرامته وإنسانيته مقابل بعض المكاسب الاقتصادية التي تمثل الفتات الساقط من مائدة الطبقة العليا. ثالثا: تتمثل في الاجابة عن سؤال: ما السبيل وما هي العقبات لتحقيق الحريات الحقيقية والكاملة للإنسان المصري؟ وحتي يتمكن ليس فقط من القضاء علي كل ما يعانيه بل أيضا الانطلاق إلي تحقيق مكانة عالمية بين شعوب العالم المتقدم, وفرسان البريد قادرون علي مناقشة كل هذه الأفكار وتنقيحها. لست فقط متمنيا بل أري بيقين تباشير تحول نظامنا السياسي ليصبح معبرا عن كل التيارات السياسية والقوي الاجتماعية للشعب المصري, ولن يتحقق ذلك إلا بمشاركة سياسية كاملة وفعالة. سامي جاد الله بني سويف