اسفرت نتائج الانتخابات الاخيرة لمجلس الشوري عن فوز سيدة واحدة فقط فئات حزب وطني بعضوية المجلس, وبذلك نجد ان انتخابات الشوري لم تسهم بإشراك اكبر عدد ممكن من المرشحات خاصة من الاحزاب. رغم ان هذا كان متوقعا في اطار تشجيع المرأة علي المشاركة السياسية وفق ما اقره مجلس الشعب في يونيو2009 بالموافقة علي تخصيص حصة او كوتة للمرأة بالمجلس تبلغ64 مقعدا تحدد لها32 دائرة انتخابية جديدة, وكوتة المرأة لاتنتقص من حقها في المنافسة علي ال444 مقعدا الأخري بمجلس الشعب, وليس هذا التشجيع تفضلا او مجاملة للمرأة فهي نصف المجتمع بحق وجدارة, فهي الأم التي تربي الأبناء, والزوجة التي تساند الزوج في مسئولياته, وغير هذا كثير, والسبب في التطلع لتفعيل دور المرأة سياسيا الحاجة الي رأيها في المجالس النيابية بصفتها ربة البيت التي تنظم الميزانية المنزلية وتشارك في توجهات الأسرة في الانفاق, فالمرأة تتعامل بشكل مباشر مع ازمات المجتمع عند ارتفاع الأسعار واختفاء بعض السلع او تفاقم مشكلة البطالة. علما بأن العديد من الدول العربية والغربية سبقتنا في اشراك المرأة في العمل النيابي. وقد جاءت كوتة المرأة لدورتين متتاليتين فقط اي عشر سنوات بهدف إكساب المرأة خبرة في التعامل مع الجماهير والشارع الانتخابي, وتسهيل الطريق امامها لتقديم مالديها من خبرات وآراء في العمل البرلماني, وعلي ضوء النتائج سيتم بعد ذلك من خلال ما أضافته هذه المشاركة من المرأة النظر في مد فترة الكوتة من عدمه, وهذا يتطلب من المرأة ان تأخذ هذه الفرصة بجدية لإثبات قدرتها علي العطاء السياسي,. ومن الوارد ان نجاح المرأة في واجبها البرلماني, سيجعل دخولها للمجلس مستقبلا امرا طبيعيا وبأعداد تفوق أعداد الكوتة وبالتالي لايكون هناك ضرورة لها, فيتم إلغاء هذه الحصة, والمشاركة السياسية للمرأة تتطلب مراعاة العملية التعليمية لتربية النشء علي مفاهيم جديدة ايجابية, ومحاولة التصدي للموروث المجتمعي من الفكر الذكوري, وليس ببعيد ان يأتي اليوم الذي تشارك فيه المرأة بجهدها الذاتي وبدون كوتة في شغل نصف المقاعد البرلمانية مثلما هي تشغل في الواقع الفعلي نصف المجتمع.