كتب : هاني عسل هل ستشاهد المونديال؟ أحد أهم الأسئلة التي تتناقله ألسنة المصريين هذه الأيام! السؤال لا يرتبط بقضية' تشفير' المباريات, فهذا موضوع انتهي الحديث فيه بحكم' التدابير' المصرية التقليدية لمشاهدة مثل هذه الأحداث, مثل عادة المشاهدة الجماعية في المقاهي الشعبية والراقية و'عند الجيران', وانتشار' الوصلات' غير الشرعية, وامتلاء أسطح البيوت الفقيرة والعشوائيات نفسها بغابات من أطباق الأقمار الصناعية, فضلا عن' عبقرية' شبابنا وربما' أطفالنا' أيضا في اكتشاف وتداول أسماء القنوات الفضائية المجهولة التي ستبث المباريات بالمجان, فضلا عن مواقع الإنترنت! ولكن القضية هنا هي: هل هذا المونديال أصلا يشجع علي المشاهدة؟ اليوم.. تنطلق المباريات بلقاء لو أقيم في غير افتتاح كأس العالم لما سعي أحد إلي مشاهدته.. وهو لقاء جنوب أفريقيا' صاحب الأرض' مع المنتخب المكسيكي' الشرس'. وهناك خمسة أسباب رئيسية تجعل كثيرين من عشاق كرة القدم أنفسهم في مصر_ وليس عامة الناس- غير متحمسين لمتابعة المباريات بشغف: 1- أين الفراعنة؟ غياب منتخب مصر ومنتخبات أخري كبيرة عن المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا, إما لسوء الطالع, أو لأن هذه هي كرة القدم, أو ربما لنظام التصفيات الممتد عبر فترة عامين ويسمح أحيانا بتأهل فرق متواضعة علي حساب منتخبات أخري أفضل فنيا. وطالما أننا نتحدث عن' شغف' الجمهور المصري بالمونديال, فيكفي القول إن الاهتمام الجارف بمونديال1990 الذي شارك فيه' الفراعنة' لم يكن له نظير في بطولات1994 و1998 و2002 و2006 رغم أن مونديال90 كان الأضعف فنيا بين البطولات الخمس الأخيرة! ولا مبالغة إذا قلنا إن العالم بأكمله_ ما زال مندهشا من استمرار غياب فريق بحجم مصر_ بطل أفريقيا3 مرات متتالية وقاهر أربعة منتخبات أفريقية مونديالية( الجزائر ونيجيريا والكاميرون وغانا, إضافة إلي كوت ديفوار التي تغلبنا عليها3 مرات في2006 و2008)! 2- هؤلاء نفتقدهم! هناك منتخبات أخري كبيرة تغيب معنا أيضا, علي رأسها منتخب السعودية' الشقيق', وهو ما سيؤثر أيضا علي نسب مشاهدة المونديال في المنطقة العربية بأكملها, فضلا عن تأثير غياب منتخبات عربية أخري قوية مثل المغرب وتونس, وهناك أيضا علي الصعيد الأوروبي منتخبات تركيا وروسيا والسويد وآيرلندا وأسكتلندا, فقد كنا نود مشاهدة الروسي أندريه أرشافين نجم الأرسنال والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش نجم برشلونة, وآسيويا هناك منتخب إيران الذي كان يضفي طابعا سياسيا مميزا علي المونديال, وكذلك الصين التي كانت مشاركتها ستحدث طفرة اقتصادية هائلة في المونديال بعد نجاحها الرياضي الكبير في أوليمبياد بكين. 3- وهؤلاء.. كيف تأهلوا أصلا؟! عدد الفرق الضعيفة نسبيا في هذا المونديال كثير وليس قليل, أولهم منتخب جنوب أفريقيا صاحب الأرض الذي لم يتأهل أصلا إلي بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة, ويعاني من عدم وجود نجوم قادرين علي قيادته في بطولة كبيرة كهذه, وخاصة في مجموعته القوية التي تضم فرنسا والمكسيك وأوروجواي! وهناك أيضا فرق تطرح أسماءها علامات استفهام كثيرة وراء سبب وطريقة تواجدها في المونديال, مثل هندوراس ونيوزيلاندا وسلوفينيا وسلوفاكيا وسويسرا! 4-' هوجة' الإصابات يغيب عدد غير قليل من النجوم الذين نحبهم عن هذا المونديال بسبب الإصابات أو ربما الاستبعاد الفني, إضافة إلي الغائبين لعدم تأهل فرقهم_ كما سبق الذكر- وأبرزهم إبراهيموفيتش وأرشافين والأوكراني أندريه شيفتشينكو والسعودي ياسر القحطاني وجميع نجوم' الفراعنة'. فهناك الألماني مايكل بالاك والهولندي أرين روبن والإيفواري ديدييه دروجبا والإنجليزي ديفيد بيكام' وتر أخيل', وهناك دييجو فورلان أفضل لاعبي أوروجواي, والأرجنتيني دييجو ميليتو نجم الإنتر, وحتي هندوراس فقدت تقريبا نجمها الأشهر ويسلون بالاثيوس مهاجم توتنام الإنجليزي, ومراد مغني وكريم مطمور من الجزائر, والأمل في الطب الرياضي المتطور حاليا في لحاق اسم أو اثنين من هذه الأسماء علي الأكثر بأي من مباريات البطولة! 5- من نشجع؟! لا يوجد فريق يمكن تشجيعه بحرارة, فالبرازيل الآن ليست هي برازيل بيليه وكارلوس ألبرتو1970 ولا برازيل زيكو وفالثاو وجونيور وسقراط1982 ولا برازيل روماريو وبيبيتو ودونجا1994, ولا برازيل رونالدو وريفالدو2002, وألمانيا وإيطاليا ليستا كما كانا في1990 و2006 علي التوالي, وفرنسا في حالة غير طبيعية, وربما يكون هناك بعض الأمل في المتعة والجمال من منتخب الأرجنتين بفضل ليونيل ميسي, وهولندا بفضل طريقة الفريق الجمالية في اللعب, والبرتغال لمن يحب كريستيانو رونالدو, ومنتخب إنجلترا لمن يفضل الدوري الإنجليزي! والمشاركة العربية شديدة التواضع كما هو واضح, وحتي الفرق الأفريقية المتأهلة ليس في نفس حالاتها, فنيجيريا الآن أقل قوة بكثير عن نيجيريا التي شاركت في مونديال1994 بالولاياتالمتحدة, وغانا بدون مايكل إيسيان تفقد الكثير من قوتها, والأمر نفسه ينطبق علي كوت ديفوار بدون دروجبا, أما الكاميرون فلم تعد ذلك الفريق المرعب أفريقيا وعالميا, وحتي احتمالات تأهل أي من هذه الفرق إلي الدور الثاني تبدو صعبة للغاية في ظل وقوعهم جميعا في مجموعات صعبة تحتاج إلي مفاجآت لا تؤهلهم إمكانياتهم لتحقيقها هذه المرة! 6- حصانة من' العالمي'! هذه النقطة تحدث عنها بصورة جيدة المعلق الرياضي محمود بكر, فقد ذكر أن مشجعي الكرة المصرية كانوا منذ عقدين أو ثلاثة عقود مثلا يترقبون قدوم المونديال لمتابعة مبارياته بكل شغف لأنها كانت الفرصة الوحيدة أمامهم لمشاهدة المنتخبات العالمية, بينما الآن تشكلت حالة من' الحصانة' لدي قطاع كبير من الجمهور المصري من المباريات العالمية في الدوريات الأوروبية القوية وفي دوري أبطال أوروبا وكافة الأحداث الرياضية من خلال القنوات الفضائية, بل وفي التليفزيون المصري الذي يبث مباريات من الدوري الإنجليزي ويعرض حاليا لقطات أهداف الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي في نشراته الإخبارية, وبالتالي فإن هذا الشغف' القديم' لم يعد كما كان, فلن يكون منا من سيحرص علي مشاهدة ميسي لأول مرة مثلا, والسبب أنه' شبع' من مشاهدته في الدوري الإسباني خلال الأعوام الماضية! 7- طرق اللعب ليس كل الجمهور من المتخصصين في فهم طرق اللعب والخطط التدريبية, فهذه الأمور تهم المتخصصين أو المتابعين بدقة وكثافة وحب للعبة كرة القدم, أما الأغلبية العظمي من مشاهدي كرة القدم فتبحث عادة عن اللمسات الجمالية و'الترقيصات' و'الكباري' و'الدابل كيك' فهي عقلية ما زالت هي الحاكمة علي الصعيد العالمي, بدليل أن متعة مشاهدة ليونيل ميسي مثلا أو تييري آنري أو فرانك ريبيري أو ريكاردو كاكا تختلف تماما عن مشاهدة ستيفن جيرارد أو سيباستيان شفاينشتايجر أو شابي إيرانانديز, ومتعة مشاهدة الأرجنتين أو البرازيل أو هولندا تختلف عن متعة مشاهدة كوريا الجنوبية واليابان وسلوفينيا أو أستراليا, فاللاعب المهاري له قيمته, صحيح أن الكرة التكتيكية والهجمات المرتدة والتمريرات المتقنة والتحركات بدون كرة تمتعنا, ولكن ليس بنفس القدر من متعة المراوغات واللعب الجمالي. ونحن منذ مونديال1994 في الولاياتالمتحدة, لم نشاهد كرة جميلة علي حق, بل شاهدنا كرة مثيرة وسريعة وقوية بها' بعض' المهارات, بدليل أننا يمكن ذكر عدد لا يقل عن عشر مباريات في مونديال1994 شهدت كرة جميلة, ولكننا بالكاد نذكر مباراتين أو ثلاث مباريات في المونديالات الثلاث الأخيرة شهدنا فيها كرة قدم حقيقية! وأكثر ما نخشاه أن يكون مونديال2010 امتدادا للبطولات الثلاث الأخيرة! .. و7 لقطات ننتظرها! 1- الزعيم والمناضل الأفريقي نيلسون مانديلا يحضر حفل الافتتاح رغم ظروفه الصحية. 2- إطلاق صفارة البداية للمباراة الافتتاحية إيذانا بتحقق الحلم بإقامة أول مونديال علي أرض أفريقيا! 3- مشهد ترديد اللاعبين والمدربين والجماهير للأناشيد الوطنية لبلدانهم بكل حماس وقوة قبل المباريات( درس لكل من لا يزال يتعامل مع كرة القدم علي أنها مجرد لعب عيال)! 4- تصرفات دييجو مارادونا المدير الفني لمنتخب الأرجنتين علي الخط, من اعتراض علي التحكيم, وعمل' دايفنج' علي الأرض بعد إحراز الأهداف, وغير ذلك.. فالرجل سيكون' نجم الكاميرا الأول' في2010! 5- لقاء تاريخي بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية( في الأدوار التالية ربما). 6- ليونيل ميسي يحرز هدفا أسطوريا' ماركة مسجلة' يتفوق به علي هدف مدربه مارادونا في.1986 7- وأخيرا.. وبعد تسليم الكأس للفريق الفائز: السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا يعلن فتح الباب مجددا أمام دول أفريقية أخري( يذكر من بينها مصر) لطلب استضافة مونديال آخر في المستقبل! [email protected]