علا السعدني ليس من المعقول أن نحاسب خالد النبوي علي مشاركته في الفيلم الأمريكي لعبة عادلة ونتهمه بالتطبيع لمجرد أن هناك ممثلة إسرائيلية تشارك في الفيلم, وهي بالمناسبة غير مشهورة وليست نجمة رئيسية في الفيلم, وبرغم أن خالد نفي أنه كان يعلم بوجود هذه الممثلة أو بمعني أصح يعلم جنسيتها, الا أنني أري إن اشتراكه في الفيلم كان ضرورة واجبة حتي لو كان يعلم بجنسية هذه الممثلة, لأنه ومادام وافق علي الاشتراك في فيلم أمريكي أو أي فيلم عالمي فلا يجب أن يسأل عن جنسيات نجومه لأن أمريكا شعبها يضم كل جنسيات العالم. هوليوود نفسها لايديرها الا مجموعة من اليهود, والعبرة ليست في وجود ممثلين إسرائيليين في فيلم وانما في موضوع الفيلم نفسه وهل هو يهاجم الإسلام أو العرب؟ أو أنه بيدافع عن إسرائيل علي حساب القضية الفلسطينية؟ أو أنه بيجمل وجهها القبيح أو أن حتي مخرجه يهودي مثل ستيفن سبيلبرج؟ ومادام لا توجد قائمة لهذه الممنوعات بالتالي تصبح المشاركة في أي فيلم أمريكي سواء لخالد أو غيره جائزة مشروعة. * الم يكن من الافضل عندنا أن يشارك خالد أو أي ممثل غيره في فيلم أمريكي ليعيد من خلاله الوجود المصري أو العربي, أم أننا نترك لهم الجمل بما حمل؟ ثم من هو الذي يرفض ان يشارك نجمان كبيران بل ومن أهم نجوم هوليوود مثل شون بين وناعومي واتس, وأعتقد أن وجود شون بين وحده كاف لإغراء أي ممثل عندنا لمشاركته في فيلم, فكما هو معروف عن شون رفضه القاطع لحرب أمريكا علي العراق وكم كان من أكثر الشخصيات الكارهة لهذه الحرب وكم أنه تحدي بوش شخصيا في عز توليه الرئاسة بسبب هذه الحرب, الفيلم نفسه ادانة جديدة من شون وجميع صناع الفيلم للحرب الأمريكية علي العراق, فهل بعد كل ذلك كان من المفروض علي خالد أن يرفض مثل هذا الفيلم أم يوافق ؟ طبعا كان لازم يوافق وبالثلث!! * صحيح اننا نكتوي بما تفعله إسرائيل بشعب فلسطين وبممارساتها المشينة ليل ونهار وآخرها ما فعلته مع اسطول الحرية, لكن محاربتنا لها لا تكون بالبعد ولكن بوجودنا في الصورة لأننا وطوال ما نحن بعيدون عن الميدان أي ميدان فعمرنا ماهنبان في الصورة! * هل صحيح أن الرقابة سترفض عرض هذا الفيلم في مصر بسبب هذه الممثلة الإسرائيلية؟ وهل ضمنت الرقابة أن كل الأفلام الأمريكية التي دخلت مصر لم يكن بها أي ممثلين من جنسيات اسرائيليه؟ أتحدي إلا اذا كانت الرقابة لديها جهاز كشف الاجناس أو الأعراق, ولو كان لديها هذا الجهاز لما كانت سمحت مثلا بعرض أفلام للمخرج الكبير ستيفن سبيلبرج علي اعتبار أنه متعصب لإسرائيل ومادامت الرقابة تسمح بهذه الأفلام ومخرجيها فبالتالي ليس من حقها منع فيلم اللعبة العادلة بدون تهمة, إلا اذا كانت تهمته الوحيدة انها علمت بوجود تلك الممثلة, أما الأفلام الأخري والتي اراهن انها مرت عليها مرور الكرام فكل حظها أنها كانت آخر من يعلم! * ذكرني هذا الموقف بما حدث من قبل مع نجمنا العالمي عمر الشريف عندما شارك النجمة الأمريكية الشهيرة بربارا سترايسند في الفيلم الأمريكي الشهير فتاة مرحة وتعرض بسبب ذلك لهجوم عنيف من جانبنا حتي أنه منع من دخول مصر وكل ذلك لأن بربارا من اصول يهودية, وفاتت الأيام ونسي الناس الحكاية ولم يبق في الذاكرة إلا الفيلم فقط فهل يعيد التاريخ نفسه مع خالد أم انه وفي ظل هذا التعصب سيختلف الامر حيث ان اليوم لم يعد أبدا أشبه بالبارحة!