افتتح الرئيس التركي عبد الله جول أمس أعمال قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا, حيث طغت عملية اقتحام إسرائيل لسفن أسطول الحرية. والتي كانت تحمل مساعدات إلي قطاع غزة الأسبوع الماضي.بالإضافة إلي محادثات السلام في الشرق الاوسط والملف النووي الإيراني. وسلمت كازاخستان إلي تركيا رئاسة هذه المنظمة, وتم خلال فعاليات المنتدي التوقيع علي وثيقة إعلان سياسي لقمة التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا لإعطاء دفع جديد للجهود المشتركة من أجل تعزيز السلام والأمن في آسيا. وهيمن الهجوم الدبلوماسي ضد إسرائيل علي المواضيع الأخري في القمة التي يشارك فيها ثمانية رؤساء بالإضافة إلي رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.ويحضر الرئيس السوري بشار الأسد هذه القمة كضيف. وشككت مصادر مطلعة في أن يتضمن البيان الختامي لقمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا إدانة إسرائيل لأنه يجب التوصل الي توافق علي الصياغة, خاصة أن إسرائيل عضو في المؤتمر. ورغم ان اسرائيل قررت ألا تعرض مسئولا رفيعا لغضب تركيا في منتدي دولي فإن القنصل العام الاسرائيلي هو الذي يمثلها في القمة. وكان زعماء الدول الاسلامية المشاركون في القمة قد احتشدوا حول تركيا أمس الأول, وأيدوا دعوتها لان تنهي إسرائيل حصارها لغزة علي الفور وأن تواجه عقوبة دولية علي غارتها المميتة علي سفن المساعدات. وتلقت تركيا رسائل تأييد من دول اسلامية اخري من بينها أفغانستان وأذربيجان وايران وباكستان وقطر وبالطبع من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان قد عقد في اسطنبول أمس الأول اجتماع حول التعاون الاقتصادي والأمني في أوراسيا علي هامش مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا. وتضم الدول الأعضاء في منظمة التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا سيكا إلي جانب تركيا كلا من مصر والهند والامارات العربية المتحدةوروسيا وأذربيجان والهند والصين وأفغانستان وباكستان ومنغوليا وكوريا الجنوبية وطاجيكستان وأوزبكستان وفلسطين وتايلاند وإسرائيل. كما تضم المنظمة في عضويتها بصفة مراقب كلا من اليابان, وماليزيا, وإندونيسيا, وقطر, وفيتنام, والولايات المتحدة, إلي جانب الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وجامعة الدول العربية. ومن المنتظر أن يتم قبول فيتنام والعراق في عضوية المنظمة. وفي كلمة مصر أمام القمة, أكد السفير المصري في تركيا عبدالرحمن صلاح الدين أمس أن الصراع العربي الإسرائيلي لا يزال يمثل تهديدا للسلام والأمن الاقليمي والعالمي, محذرا من أن الوضع في المنطقة يسوده التوتر. وأكد أن أفضل إجراء لبناء الثقة في الشرق الأوسط هو إظهار الإرادة السياسية لتحقيق التقدم نحو التوصل لتسوية نهائية للنزاع. كما شدد مجددا علي أنه لا يمكن القبول بتوسيع التزامات الدول غير النووية بمعاهدة حظر الانتشار النووي, بدون تحقيق مبدأ عالمية المعاهدة, مشيرا إلي أنه يجب عدم تقييد حق الدول غير النووية في تطوير استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وعلي هامش المؤتمر, وقعت تركيا وروسيا أمس اتفاقا للتعاون في مجال الطاقة النووية بين الوكالة التركية للطاقة الذرية وبين وكالة الخدمات الفيدرالية الروسية للتكنولوجيا والإشراف النووي. وبموجب الاتفاق ستتعاون الهيئتان التركية والروسية في مجالات تنظيم منح الرخص والاشراف علي إقامة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ومراقبة كفاءة المنشآت النووية والحماية من الإشعاع والوقود النووي والتخلص من نفايات الوقود. كما ينظم الاتفاق التعاون بين الهيئتين في مجالات تنظيم المواد المشعة والتعامل مع الحالات الطارئة وتجهيز وتدريب الكوادر البشرية العاملة في هذا المجال. ووقع الاتفاق وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلديز, والنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ايجور سيشين, وشهد التوقيع رئيسا وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وروسيا فلاديمير بوتين الموجود حاليا في إسطنبول للمشاركة في القمة. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين قوله ان روسيا تسعي الي انشاء تحالف اقتصادي مع تركيا وتوقعت أوساط مراقبة أن يبحث بوتين مع أردوغان تفاصيل إنشاء هذا التحالف الذي سيرتكز علي عدد من مشروعات الطاقة منها مشروع إنشاء ما يسمي بخط الغاز الجنوبي الذي يتضمن إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز من روسيا إلي جنوب أوروبا عبر البحر الأسود ومشروع إنشاء خط أنابيب لنقل النفط في الأراضي التركية من ميناء سامسون علي البحر الأسود إلي ميناء جيهان علي البحر المتوسط.