انتهي عام2009 بمحاولة تفجير طائرة إيرباص متجهة من هولندا إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية في ليلة عيد الميلاد من قبل النيجيري فاروق عبد المطلب. وابتدأ عام2010 بمحاولة شاب صومالي اغتيال رسام الكاركاتير الدنماركي كيرت فسترجارد في منزله. وبالمناسبتين غير السعيدتين شحذت أقلام في الغرب أسنانها للاصطياد في مياه غير عكرة. بعد9/11 وكدفاع عن النفس نظم الطلبة العرب والمسلمون في الجامعات البريطانية أنفسهم في هيئات تدرأ عنهم الأذي والاتهامات الجزافية التعميمية المسيسة. وهم بهذا الفعل كسروا احتكار الطلبة اليهود وحلفائهم لقيادة النشاط النقابي والسياسي في الجامعات البريطانية. وقد أدت سياسات الاحتلال الإسرائيلي وأعماله وليس نشاط هؤلاء الطلبة وحده إلي ان يدعم أساتذة بريطانيون مقاطعة بعض الجامعات الإسرائيلية وبعض أساتذتها ممن يناصرون الاستيطان والاحتلال. الحركة الطلابية اليهودية في بريطانيا ومعها قوي أخري وقفت ضد نشاط هذه المنظمات ووصفتها بأنها تعضد الإرهاب( الإسلامي) وتعادي السامية. وأتت أحداث قطارات الأنفاق في لندن في5 يوليو2005, وبعدها محاولة نسف طائرات بريطانية متجهة إلي الولاياتالمتحدة بالسوائل, ثم حكاية عبد المطلب الذي رأس جمعية الطلبة المسلمين في جامعة لندن عام2005, وكان مثاليا في سلوكه لتقول هذه القوي ألم نحذر ونرفع أصواتنا منذ وقت مبكر؟. والآن نقول انتبهوا إلي كل طالب عربي أو مسلم مهما كانت جنسيته ولونه, لأن خطورة عبد المطلب أنه كان مزدوج الشخصية وضللكم بإخفاء هويته الحقيقية, وأن هناك مسلمين مثله يعيشون بيننا كخلايا نائمة. لذلك وبفضل عبد المطلب سيصبح كل طالب عربي أو مسلم محل الشبهات. وهنا لايقع اللوم علي الغرب وإنما علينا نحن في المقام الأول, لأننا لم نشرع في تبني سياسات تنموية وتعليمية, تحول دون تفشي الأفكار المتطرفة والإرهابية والاضطرار للتعليم في الخارج. وطبعا فالغرب ليس بريئا لأنه اتبع سياسات متواطئة ومنحازة للاحتلال السبب الرئيسي والأول في نمو الإرهاب. المطلوب الآن هو عدم السماح بتوظيف موضوع الإرهاب لتحقيق أهداف أمريكية أو أطلسية.. بإضافة اليمن إلي جبهات المواجهة مع القاعدة وطالبنان وإفشال نيات عبر عنها السيناتور جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الأمن في مجلس الشيوخ, الذي قال إن معركة الغد هي في اليمن وليست في افغانستان. لأن الإرهاب هم عربي ثقيل يتوجب علي العرب واليمنيون في مقدمتهم ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية بعد دعوة رئيس وزراء بريطانيا السيد براون لعقد مؤتمر في لندن نهاية الشهر الحالي لمناقشة الإرهاب ومصادر تهديده التعامل مع موضوع الإرهاب بما يخدم الأمن الوطني اليمني والأمن القومي العربي والحفاظ علي سيادة اليمن, وأن يشارك العرب فيه كمجموعة إقليمية وأن يسهموا في وضع جدول أعماله. واليمن من ناحية أخري ينبغي أن تنفي اتهامات براون بأن اليمن حاضن للإرهاب وملاذ له. اليمن يواجه تحديات عديدة منها الوجود النشيط والمتزايد للقاعدة ومصاعب اقتصادية وسياسية وكلها بحاجة لحلول, لأن قوي الإرهاب والتخلف لم تتغلغل في بعض المناطق الجنوبية بالذات, إلالسد فراغ وحدوث اختلال كبير في موازين القوي بدأ بعد المصالحة الوطنية في الشمال عام1970 وتعمق بعد حرب1994. بعد المصالحة الوطنية بدأ الانتشار السلفي في صعدة التي اختيرت عن عمد لتحويل الأهالي عن المذهب الزيدي. في هذا الوقت وضعت البذور الأولي لحروب صعدة الست, ولم يفطن أحد إلي خطورة ماقد ينتج عن النشاط التوسعي المذهبي/ السياسي من أضرار علي الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي اليمني وعلي الاستقرار. وبعد حرب1994 تركزت القاعدة في مناطق جنوبية منعزلة ووعرة مارست منها عمليات إرهابية ضد يمنيين وأجانب. وبالنظر إلي تعقيدات الوضع الحالي وتحدياته فإن اليمن لن يحمي كيانه إلا بالتنمية الشاملة وبتحديث التعليم وإغلاق الكتاتيب والكليات الإسمية التي حلت محل المعاهد الدينية التي تفرخ قوي التخلف والإرهاب باسم الحرص علي الدين وتقويته في وجدان الأجيال الجديدة. ويوقف المد السلفي الذي يعطل مسيرة التحديث ويقوض المذهبين الزيدي والشافعي معا, وكل الثوابت الوطنية. يعد مؤتمر لندن مناسبة مهمة ليعرض اليمن مشاكله الأمنية والتنموية وخيبات أمله في الآخرين, بعد أن يئس من أن يقرن الجيران أقوالهم الجميلة وعواطفهم الأخوية الجياشة بالأفعال ويقدموا دعما تنمويا مجدولا ومؤسسا يتناسب وحجم التحديات الموروثة والمستجدة, فيه والمخاطر التي قد تحيق بهم. لقد عقد مؤتمر في لندن في نوفمبر2006 ورصد لليمن دعما قدره خمسة بلايين دولار, ولكنه لم يحصل حتي علي1% منه... إن حل مشاكل اليمن ينبع من الداخل, والبداية تكون بدون تردد بإنها الخلل الذي أصاب موازين القوي السياسية بعد حرب1994, وإحداث تعديلات دستورية ومؤسسية وتمدين الحياة العامة والإصلاح والتصالح, وتحجيم النفوذ القبلي وتنظيم اقتناء السلاح, والحد من زراعة واستهلاك القات. هذه قضايا عاجلة للإصلاح تأجيل النظر فيها يلحق المزيد من الأضرار باليمن وبكيانه وبمستقبله.