علي الرغم من ان الحادث الأخير الذي شهده طريق الصعيد الغربي ليس هو الحادث الأول الذي يشهده ذلك الطريق إلا أن ذلك الحادث هو الاكثر مأساوية, فالحادث المروع الذي راح ضحيته16 شخصا لم ينجو منه سوي طفلة لا يتعدي عمرها السنوات السبع تعيش حتي لحظة كتابة هذه الكلمات في تفاصيل المأساة وهي الشاهد الحي الوحيد عليها وستظل تذكر للأبد انها كتب لها عمر جديد بسبب قيام والدتها بالقائها من نافذة السيارة المنكوبة ولولا ذلك لكانت ضمن الضحايا هي الأخري. فالطفلة حبيبة محروس ثروت وكما يقول عمها شحات كانت عائدة بصحبة والديها لمنزل الاسرة بامبابة بعد حضورهم حفل عرس الابنة الوسطي التي تزوجت من نجل عمها بسوهاج فاستقلوا السيارة الميكروباص من محطة المنشأة علي الطريق الصحراوي الغربي والذي وقع عليه الحادث المشئوم امام مركز جهينة حيث اصطدمت السيارة النقل بالميكروباص وجها لوجه ولقي كل من كان بالسيارتين مصرعهم باستثناء ابنة شقيقه. وأشار الي ان حبيبة اخبرتهم بأنه عندما وقع التصادم بين سيارتهم الميكروباص والسيارة النقل سارعت والدتها بالقائها من الشباك خارج السيارة لانقاذها من الموت مما أدي لنجاتها وأصابتها وقد اصبحت حالتها مستقرة الا انهاعندما عرفت بوفاة والديها ساءت حالتها النفسية ولم يتحدث معها أحد فيما حدث حتي لا تصاب بانهيار. أما شقيقها ايمن محروس( صاحب ورشة) فقال حضرت انا واخوتي لحضور زفاف شقيقتي بمدينة المنشأة مسقط رأس الوالد رحمه الله وسافرنا للجيزة في اليوم التالي مباشرة من اجل اشغالنا ولقمة العيش وعندما علمنا بما حدث جئت وأخوتي فورا لحضور جنازة والدينا ودفناهما بمقابر الاسرة بالمنشأة. وأضاف انه لم يسأل شقيقته الصغري عما حدث رغم استعدادها لذلك حتي لا تصاب بانهيار عصبي.. واضاف ان والده كان يعمل بامبابة منذ34 عاما وتزوج هناك وانه وجميع اشقائه من مواليد محافظة الجيزة وانه واخوته أخذوا شقيقتهم حبيبة وعادوا لإمبابة. وتفتح تلك المأساة من جديد ملف الطريق الصحراوي الغربي السريع والذي شهد عدة حوادث في الشهور الاخيرة في المسافة من اسيوط حتي سوهاج لأسباب منها ما يتعلق بالطريق كعدم وجود اضاءة ليلا, ووجود منحيات خطيرة منها المنحني الخطر بين سلاسل جبلية حاجبة للرؤية ووجود تعديل بهذا المنحني تحت الانشاء دون وجود علامات تفيد ذلك الأمر الذي تسبب في الحادث الاخير.