في هجوم دموي استهدف مئات المتضامنين مع قطاع غزة المحاصر, هاجمت قوات الكوماندوز الإسرائيلية بدعم جوي سفن أسطول الحرية التي تحمل مساعدات إنسانية لكسر الحصار عن غزة, وتباينت الأنباء عن أعداد القتلي حيث تراوحت التقديرات بين 15 و 19 قتيلا. إضافة إلي إصابة ما يتراوح بين 26 و50 آخرين من الناشطين الدوليين معظمهم من الأتراك كما ترددت أنباء عن إصابة الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية داخل إسرائيل بإصابات خطيرة استدعت نقله إلي المستشفي. وبدأ العدوان فجر أمس بهجوم مئات الجنود الإسرائيليين بدعم من الطائرات المروحية علي أسطول الحرية الذي ضم ست سفن بقيادة سفينة تركية تحمل600 شخص في المياه الدولية قبالة قبرص في تحد للحصار الإسرائيلي لقطاع غزة, وسط تحذيرات سابقة من أنه سيتم اعتراضها. وذكر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال أفي بيناياهو أن العملية جرت في المياه الدولية بين الساعة30,4 و00,5 صباحا علي بعد سبعين أو ثمانين ميلا(130 الي150 كيلو مترا) عن سواحل إسرائيل. وأكد بيناياهو أنه يجهل من أعطي الامر باطلاق النار خلال الهجوم علي أسطول الحرية. وقالما زال الوقت مبكرا لتحديد ذلك. البحرية تتصرف بناء علي أوامر وتعليمات واضحة جدا باطلاق النار. وتم تحذير الجنود بعدم الرضوخ للاستفزازات. وزعم أن الجنود الإسرائيليين واجهوا خلال العملية أعمال عنف جسدية شديدة واستخدم بعض الركاب اسلحة بيضاء وأدوات يدوية وحاولوا انتزاع سلاح احد الجنود, مشيرا الي جرح أربعة جنود احدهم بالرصاص, بينما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن حوالي10 جنود من قوات البحرية الاسرائيلية أصيبوا خلال عملية اقتحام والسيطرة علي سفن أسطول الحرية. وقالت ميري هيوز طومسون المتحدثة باسم( حركة غزة الحرة علي حد علمنا هبطت قوات خاصة( كوماندوز) من القوات الاسرائيلية علي متن السفينة من طائرات هليكوبتر وسيطروا عليها. وقالت جريتا برلين وهي متحدثة اخري باسم الحركة كيف استطاع الجيش الاسرائيلي أن يهاجم المدنيين هكذا؟ هل يعتقدون أنه لأنهم يستطيعون مهاجمة الفلسطينيين دون تمييز يستطيعون مهاجمة اي أحد؟ لنا سفينتان أخريان. هذا لن يوقفنا. وأفاد رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية بولنت يلدريم من علي ظهر احدي سفن الاسطول بأن سفن البحرية الاسرائيلية احاطت بالأسطول. وأشار إلي أن الطيران الإسرائيلي حلق بشكل مكثف فوق سفن الأسطول في طريقها إلي غزة, بينما تصاعدت عمليات تشويش الاتصالات علي متن السفن. من جانبها, قالت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة إن السفن وصلت إلي مسافة تقدر بنحو110 أميال في عمق البحر عندما ظهرت السفن الإسرائيلية داخل المياه الدولية. وأشار رامي عبده عضو الحملة إلي أن البحرية الإسرائيلية تواصلت مع قباطنة السفن وطلبت منهم التعريف عن أنفسهم. وذكر أن الحملة أجرت اتصالات مع وزارة الخارجية اليونانية في سبيل تأمين الحماية للسفن من أية اعتداءات إسرائيلية محتملة. وكانت ثلاث سفن إسرائيلية قد اقتربت الليلة قبل الماضية من سفن أسطول الحرية, محذرة إياها من مغبة الاقتراب إلي القطاع باعتبار المنطقة مغلقة عسكريا. وذكرت القناة العاشرة من التليفزيون الإسرائيلي أن19 شخصا قتلوا واصيب36 بجروح في الهجوم الاسرائيلي, مشيرة إلي أن احد الجرحي في حالة حرجة. وأضافت القناة العاشرة ان خمسة جنود اسرائيليين اصيبوا ايضا بجروح واصابة احدهم خطرة. وأعلن محمد كايا رئيس هيئة الاغاثة التركية في غزة سقوط 15 شهيدا علي الاقل معظمهم أتراك في الهجوم الاسرائيلي. وكان متحدث باسم الجيش الاسرائيلي قد أكد مقتل ما لا يقل عن عشرة من ركاب اسطول الحرية في الهجوم بدون اعطاء تفاصيل حول الجرحي. وعرض تليفزيون الأقصي مشاهد لجرحي يجري نقلهم علي ظهر إحدي السفن. وذكر تليفزيون الاقصي التابع لحركة حماس إصابة الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الاسلامية في اسرائيل بجروح خطيرة خلال الهجوم الاسرائيلي علي أسطول الحرية. وتمني رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية الشفاء العاجل للشيخ رائد صلاح. وأكدت هيئة الاغاثة التركية اصابة الشيخ رائد صلاح بجرح خطير. ورفعت حالة التأهب إلي القصوي في جميع المستشفيات الإسرائيلية صباح أمس استعدادا لاستقبال الجرحي من كلا الجانبين الإسرائيلي والمتضامنين الأجانب. ومنعت الرقابة العسكرية الاسرائيلية نشر اي معلومات عن القتلي والجرحي الذين نقلوا الي مستشفيات اسرائيلية بعد الهجوم. وقبل ساعات قليلة من الهجوم, أعلن مسئول إسرائيلي أن النشطاء المؤيدين للفلسطينيين والموجودين في القافلة تجاهلوا أوامر من البحرية الاسرائيلية بالعودة. وأضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه أن سفن البحرية الإسرائيلية أبلغت الناشطين باللاسلكي أن خيارهم الوحيد هو التوجه إلي ميناء أشدود الإسرائيلي لتفريغ بعض من المساعدات التي يبلغ حجمها عشرة آلاف طن والتي ستقوم إسرائيل بعد ذلك بنقلها إلي غزة. وفي أول رد فعل رسمي اسرائيلي, دعا وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر عرب اسرائيل الي رد فعل منطقي علي الاحداث, معربا عن أسفه لكل القتلي الذين سقطوا. وقال بن اليعازر الموجود في قطر لحضور اجتماع للمنتدي الاقتصادي العالمي, ان الصور ليست مستحبة, ولا يسعني سوي التعبير عن اسفي لكل القتلي الذين سقطوا. كانوا ينتظرون جنودنا بالسواطير والسكاكين, وعلاوة علي ذلك, حين يحاول احد ما سلب سلاحك منك, عندها نبدأ في فقدان السيطرة علي الوضع, هكذا يبدأ الحادث ولا ندري كيف ينتهي.واكد لم تكن لدينا اي نية في اطلاق النار, لكن حصل استفزاز هائل. وتوقع بن أليعازر, في مقابلة مع وكالة رويترز, تحول هذا الهجوم إلي فضيحة كبيرة لإسرائيل. في الوقت نفسه, رفعت الشرطة الإسرائيلية مستوي التأهب في اسرائيل لمواجهة اي اضطرابات محتملة بين عرب اسرائيل بعد الهجوم الدامي.