ابتذال لغة حوار الفيلم المصرى اتهام وجه للسينما والسينمائيين المصريين بعد ظهور بعض الأفلام مؤخراً واتسم حوارها بالجرأة بين شخصياته التى جاءت أفعالها بنفس جرأة الحوار. ردد السينمائيون أن ما يقدموه هو الواقع المصري في الوقت الراهن, في حين رد الجمهور بان ما يقدم ليس مادة واقعية, وإنما هي افتراءات مؤلف ومخرج أرادا تشويه صورة المجتمع المصري..ومازال الجدال قائما. لذا وجب مواجهة الجمهور ومعرفة رأيه في هذه الأفلام ومدي مصداقيتها لدي فئات متعددة تمثل المشاهد فقالوا.. صباح عمر ربة منزل تسكن حي بولاق الدكرور.. ما تقدمه السينما باعتبارها صورة للاحياء الشعبية غير صحيح, فنحن في منطقتنا نعيش في سلام ولاتوجد لدينا المناظر الفجة سواء من سلوك المرأة الذي تصوره الافلام علي أنه سلوك منحرف وغير أخلاقي أو فتوة المنطقة الذي يفرض اتاوات علي المنطقة أو الكلمات التي يقولها الممثلون.. وتوضح صباح لدي ولدان تتراوح اعمارهما ما بين العشرين والخامسة والعشرين يتعلمون الكلمات الجديدة والغربية من هذه الافلام, التي تصفها صباح بالصدق قائلة.. ما تقدمه الافلام بشكل حقيقي هي المشاجرات حيث استخدام الاسلحة البيضاء ووجود اصابات وجرحي, وأيضا مشاهد الافراح وما يتم بها من طقوس تعبر عن الفرح لدي الرجال, وتضيف دون هذا فالفيلم يقدم صورة قائمة علي المبالغة. هشام راشد احد سكان منطقة الدقي.. بدأ حديثه متفقا مع سابقته قائلا.. ما تقدمه هذه الافلام علي المبالغة في التصرفات والافعال التي يؤديها الابطال, بخلاف الحوار الذي تجد معه ان كلا من المؤلف والمخرج يستعرضان امكانيتهما في تقديم حوار مبتذل لانسمعه في الشارع بمثل هذه الفجاجة.. ويوضح راشد شارحا, هناك لغة غربية نسمعها لدي الطبقات الشعبية اشبه باللغة المشفرة ولكن حديثهما لايكون بها طوال الوقت بخلاف الفيلم الذي يجعل حواره قائما علي هذه اللغة طوال احداثه. ويضيف هشام.. دائما احس في كثير من الافلام بأن مادة الفيلم اخذها المؤلف والمخرج من الجرائد او سماعي من احد الاشخاص, وذلك لأن ما يقدمونه مختلف عن الواقع بكثير بمعني.. هناك مسجلون في دوائر الاقسام يفرضون سيطرتهم علي اهل شارعهم ويقيمون له ألف حساب, لكن السينما عندما تقدم هذه الصورة تقدم هذا المسجل وكأنه بطل لايقهر وصاحب امكانيات خارقة.. فهناك دائما فجوة بين الواقع والمعالجة السينمائية. أما شادي حسين من سكان منطقة المعادي فيقول: المجتمع المصري ليس بهذه الدرجة من الانحطاط والسوء والفجر الذي تصوره الافلام, انا لا اختلف مع احد في أن هناك فئات شاذة عن السلوك الاجتماعي السليم, واخري خطرة علي المجتمع.. لكن هذا لايعطي الحق لهؤلاء السينمائيين ان يعمموا غالبية الشعب المصري ضمن هذه الفئة. ويضيف شادي قائلا: توجد بجوار منطقة المعادي منطقة شعبية ملاصقة لها اسمها عرب عندما تمر بها تسمع لغة غربية ولكنها ليست فجة كلغة السينما, ولايحمل سكان هذه المنطقة الميول العدوانية البشعة كما تصورهم السينما بل تجدهم أناسا عاديين, ولو كانوا غير ذلك لظهروا يقتلون ويسرقون بالإكراه في المعادي او المناطق الاخري التي يحيطها بعض المناطق الشعبية مثل الدقي والمهندسين والعجوزة.. ويقول شادي أحس عند مشاهدة هذه الافلام أن ما يقدم مؤامرة لتشويه سمعة مصر خاصة عند مشاركا اي منها في مهرجانات خارجية. أما احمد شعراوي وكيل أول وزارة بالمجلس الاعلي للصحافة و ياسر أدهم بالمجلس الاعلي للصحافة اعترضا ايضا علي الالفاظ الخارجة والمشاهد التي تحول غرف النوم الي ما يشبه الكباريه.. وان هذا كما يسيء للسينما فإنه يشعرهم بالحرج أمام أولادهم. بعد أن أدلي الجمهور برأيه ووضع كل من المؤلف والمخرج في قفص الاتهام باعتبارهما الصناعين الاساسيين للفيلم, وجب اخذ رأي من يمثلها من الشباب فماذا قالوا؟ السينارست تامر حبيب يقول: بداية أود أن أوضح أن الجمهور يسعد بالابطال الذين يتحدثون مثله, وهذا شئ ايجابي لكن ليس من المفترض ان تقدم السينما كل ما هو مبتذل فاحدي وظائف السينما الارتقاء بذوق الجمهور.. فهناك التوظيف السينمائي وهو أن استخدام مادتي كمؤلف من الواقع في كتابة الفيلم دون ان اسبب احراجا او تلوث اذن المشاهد.. ويوضح حبيب قائلا: السبب في مشكلة الفشل في التوظيف السينمائي الجيد ترجع اولا لاتجاهات المؤلف والمخرج, ثانيا اتصافهما بعدم الوعي. المخرج سامح عبد العزيز يتفق مع سابقة قائلا: المشكلة في توظيف المبدع لمادته سينمائيا فهناك طرق كثيرة للتعبير عما تريد دون ان تقوله أو تقدمه ونحن الآن في زمن ضمير المبدع مهم فيه خاصة لدي الفريق صاحب نظرية عري المجتمع.. فهذه النظرية تحمل الكثير من الظلم لمجتمعنا لكن عموما الجمهور لديه الذكاء والقدرة علي ادراك الفيلم الذي يقدم قضية أو وضع بجد, وأخري معتمد علي البهارات ليغطي علي ضعف موضوعه. الآن بعد أن تحدث الجمهور عن رأيه واوضح السينمائيون وجهة نظرهم, وجاء رأيهم مفسرا لرأي المشاهدون بأن الخلل في الافلام التي أثارت حالة الجدل يأتي من ضعفهم سينمائيا في توظيف مادتهم بشكل سينمائي يقدم قضية او حالة ترتقي بالجمهور, وليست اسكتشات تقدم صورة بعيدة عن الحقيقة والواقع وإن كانت ملامحها مأخوذة من, لكن في النهاية فشل صناع هذه الافلام في توصيل ما أرادو قوله, ان كان لديهم ما يقولوه.. ويكفي ما اتفقت عليه شريحة الجمهور بأنهم بعد انتهائهم من مشاهدة الفيلم لايتذكروا احداثه.. بقي السؤال من الجهة المسئولة عن وجود سينمائين فاقدين لاولي ادواتهم وهي كيف يوظف المادة سينمائيا؟ ومن المسئول عن ضعف الوعي لدي المبدع الذي يؤثر في الجمهور ويمثل ثقافة دولة في المحافل الدولية؟ هل معهد السينما؟ باعتباره المؤسسة الاولي التي تؤهل المبدع لدخول المجال؟ ام نقابة السينمائيين باعتبارها المؤسسة التي تؤكد أهلية المبدع للعمل في مجاله؟