في مثل تلك الايام من15 سنة قامت ممثلة المسرح والسينما العالمية فانيسا ريد جريف بتقديم عدة مسرحيات في لندن ضمن احتفالات اقامتها انجلترا في ذكري مرور50 سنة علي انتهاء الحرب العالمية الثانية. وكان بينها مسرحيتان فلسطينتان هما[ المهاجرون] وقدمتها علي مدي3 ليال متتالية. ثم[ المتشائل] في عرضين. وكانت تلك العروض علي مسرح ريفرسايد الذي تمتلكه فانيسا ريد جريف غرب لندن وقد جري عرضهما باللغة العربية. وذلك امتدادا لما هو معروف عن فانيسا بمناصرتها وتأييدها للقضايا الانسانية علي المستوي الدولي خارج حدود بلادها ومنها مواقفها المعلنة والصريحة من القضية الفلسطينية وهو مادفعها عند نيلها جائزة الاوسكار كأحسن ممثلة من32 سنة عن دورها في فيلم[ جوليا] الي اعلان مناصرتها للقضية والحقوق الفلسطينية في حفل تسليم الجوائز بهوليوود. ثم تقدم عقب ذلك فيلما بعنوان[ الفلسطيني] شاركت في انتاجه وتمثيله وفيه طرحت القضية وعرضتها بموضوعية مما خلق حولها جدلا واسعا وعرضها لاذي كبير من الصهيونية العالمية فقد حاولوا استمالتها وأبعادها عن تأييد الفلسطينيين فاعلنت رفضها صراحة, وانها ستواصل ممارسة ماتؤمن به. فراحت جماعات الضغط الصهيوني تتعقب العاملين معها من فنيين ومصورين ومخرجين ففسخوا عقودهم المبرمة مع قسم السينما بهيئة الاذاعة البريطانية ومع الشركات الامريكية ثم أخذوا يشنون عليها حربا قذرة حيث وجدت لفترة ان ما اصبحت الشركات تعرضه عليها مجرد افلام جنسية فاضحة وفي فيلم كانت تمثله طلب منها المخرج ان يصورها عارية, وهي المشهورة بادوارها الجادة والهامة مثل[ كاميلوت] و[ايزادورا] و[ جوليا] وادركت أن المقصود هو تشويهها فنا وسمعة ومواقف, وكررت رفضها فازداد الحصار عليها حتي امتد الي المسرح والتليفزيون في بلدها انجلترا. فاخذت اموالها تنضب ووجدت نفسها لاتستطيع ان تدفع ايجار مسكنها ثم وصلت الحرب ضدها الي ذروتها عندما الغي أوركسترا بوسطن السيمفوني سلسلة عروض كانت ستشارك فيها نتيجة لتهديد جماعات صهيونية مما دفعها الي رفع دعوي قضائية ضد الفرقة تطالبها بتعويض5 ملايين دولار ثم ردت علي ماتقوم به جماعات الضغط عليها بتنفيذ حملة مضادة استمرت معظم ثمانينيات القرن الماضي تدعو فيها الممثلين لمقاطعة اسرائيل وعدم الذهاب اليها لتمثيل اي مشاهد من افلامهم علي ارضها, كما ناشدت اتحادات الفنانين الاخري كالموسيقيين بالانضمام الي حركة مقاطعة اسرائيل. وقد استمرت القضية5 سنين, ثم حكم القضاء الامريكي لها ضد ادارة اوركسترا بوسطن بتعويض قدره100 الف دولار وجاء في حيثيات قرار المحكمة من موقف اوركسترا بوسطن أن الخضوع للتهديدات يعني اتاحة الفرصة لراغبي تخويف وارهاب الفنانين ذوي النشاط السياسي. كثير من المواقف المؤيدة للحقوق العربية في فلسطين مع مناصرة الشعب العراقي ومسلمي البوسنة تعرفها الدنيا كلها للنجمة العالمية فانيسا ريدجريف لذلك فقد كانت مصر حريصة منذ ثمانينيات القرن الماضي علي دعوتها في مناسبات فنية وثقافية. دعاها كمال الملاخ لحضور احدي الدورات الاولي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولكنها كانت مشغولة بصراعها مع فرقة بوسطن فاعتذرت, ثم دعاها صلاح عبدالصبور وسمير سرحان اكثر من مرة لحضور معرض القاهرة للكتاب والمشاركة في ندواته فلم تتح لها الظروف تلبية اي منها ثم دعاها شريف الشوباشي اثناء رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي فلبت الدعوة منذ8 سنوات. واحتفت بها مصر والمثقفون المصريون ووزير الثقافة الفنان فاروق حسني. ولكن لماذا هذا الحديث عن فانيسا ريد جريف[73 سنة]. بسبب خبر تم نشره منذ ايام عن انها توفيت. بسبب سرطان الصدر. ولكن بالدخول الي الشبكة الدولية تبين ان التي ماتت بهذا السبب هي شقيقتها الاصغر لينا ريدجريف[67 سنة]. وهي ايضا ممثلة ولكنها غير مشهورة. اما اختها الاكبر والاشهر العالمية فانيسا ريدجريف فإنها علي قيد الحياة ولكنها في فترة نقاهة بعد ازالة نهديها بسبب المرض الخبيث يوم30 ابريل الماضي. وقبلها بايام رحلت اكبر بناتها. فانيسا لم تمت. أطال الله عمرها. المزيد من مقالات محمد صالح