رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والأمة العربية نتيجة موقف الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة التي تنفذ سياسة الصهيونية التوسعية المتطرفة التي تعمل علي استيطان الأرض العربية وتهويد القدس والضفة الغربية, ورفض إقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية. أقول... رغم هذه الظروف الصعبة التي تتعارض مع خطوة السلطة الوطنية الفلسطينية التي تستهدف إقامة السلام الشامل والعادل في المنطقة فإن السلام مازال هدفا مطلوبا عند جماهير الأمة العربية وجانب من شعب اسرائيل.. وهو لم يتحول بعد إلي سراب صعب المنال. وبعض الأقوال والمقالات من داخل اسرائيل تكشف هذه الحقيقة.. فقد نشرت الصحيفة الاسرائيلية( هاآرتس) مقالا بقلم الكاتب( أري شافيت) تحت عنوان الكل يكرهك يا رئيس الوزراء فيه إدانة كاملة لبنيامين نيتانياهو لأنه زاد من عزلة اسرائيل وزيادة غرقها في الوحل لإصراره علي بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين من أرضهم مما يهدد وضع الصهيونية في العالم خلال القرن الحادي والعشرين. وفي خطاب من الأستاذ الجامعي يوسي أميتاي عضو لجنة الحوار الفلسطيني الإسرائيلي يفسر المصاعب التي تواجه أنصار السلام الاسرائيلي في هذه المرحلة نتيجة موقف الحكام الاسرائيليين مثل ايهود باراك زعيم حزب العمال وبنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء.. ومع ذلك يقول الأستاذ الجامعي انه يوجد في المجتمع الاسرائيلي أفراد وجماعات لا يستهان بها تقوم بنشاطات متواصلة ضد تشريد السكان الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان اليهودي في الأحياء الفلسطينية في القدس.. وأنه يوجد كفاح مشترك حازم وغير عنيف بين أنصار السلام في اسرائيل وفلسطين ضد جرافات الاحتلال.. والعمل علي القيام بحملة مشتركة هدفها إقناع الرأي العام والضغط علي الحكومة من أجل قبول مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام2002. وتطرح داخل اسرائيل تساؤلات عن المسئولين عن الوضع الراهن الذي يبعد المجتمع عن الاستقرار ويعرض الشعب الإسرائيلي لأخطار متعددة ويضع علاقات اسرائيل الدولية موضع النقد حتي من الدول التي كانت قريبة من اسرائيل.. فالإدارة الأمريكية اليوم برئاسة الرئيس باراك أوباما تطالب إسرائيل بقبول قيام الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية.. ووقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.. والمفاوضات المشتركة من أجل السلام. وخلال الأيام الأخيرة استقبلت القاهرة وفدا إعلاميا وفنيا فرنسيا ضم الكاتب الصحفي ايريك رولو المصري المولد واليهودي الديانة والذي هاجر الي فرنسا وأصبح سفيرا لها في تونس وتركيا.. وقد ربطته في إطار الحرص علي السلام صلات مع جمال عبد الناصر وأنور السادات.. وهو الذي حاول عام1968 أن يتيح الفرصة لناحوم جولدمان بزيارة القاهرة ومقابلة جمال عبد الناصر لحرصه علي السلام بين العرب واليهود.. ولكن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير رفضت هذا الاقتراح مما أشعل المظاهرات داخل اسرائيل هاتفة( إلي القاهرة ياجولدمان.. الي المطبخ يا جولدا). والوفد الإعلامي الفرنسي الذي زار القاهرة يعمل فيلما تسجيليا يوضح فيه للرأي العام العالمي حقائق العلاقات بين العرب واليهود.. ويذكر الحقائق التي تشير إلي موقف أنصار السلام والتي تؤكد أنه مهما مر بالمنطقة من صعوبات فإن السلام لن يتبدد ويتحول إلي سراب.