بينما يعتبر الصغار والكبار في الدول المتقدمة أن التعليم متعة, بجانب نجاحه في تحقيق أهدافه العلمية والتربوية, فإننا لانزال نعتبر التعليم مشكلة تؤرق الجميع: التلاميذ والأهالي, وحتي رجال التعليم والمسئولين. فإلي متي يظل التعليم لدينا مشكلة تؤرقنا؟.. ومتي يصبح متعة؟.. وكيف نرسم صورة أفضل للمستقبل التعليمي بمصر؟! وبسؤال الدكتورة آية ماهر, أستاذة الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية وعضو لجنة التعليم بأمانة السياسات, عن تجربتها وآمالها في مستقبل التعليم المدرسي, بصفتها أم لولدين خاضت مشاكل التعليم معهما داخل وخارج مصر, وفي ضوء زيارتها بعض المدارس الابتدائية في اليابان في أثناء تمثيلها مصر دوليا في رحلة سفينة السلام حول العالم عن رؤيتها في قضية التعليم التي تشغل كل بيت مصري, وكيف يمكن أن نستشعر أن التعليم بمدارسنا في يوم ما سيكون أفضل مما هو عليه, أجابت د. آية ماهر قائلة: في رأيي أن بعض مشاكل التعليم وليست كلها, ترجع إلي افتقار الإدارة الجيدة لها في أثناء عملية التنفيذ, فبالرغم من التحديات المختلفة التي تواجه التعليم من ضعف الإمكانات والموارد المالية, ومع كل الجهود المبذولة من المنتفعين من إصلاح منظومة التعليم في مصر, فإننا كأولياء أمور أو منتفعين من التعليم المدرسي تتلخص مشاكلنا في تعقيد المناهج, ومصروفات الدروس الخصوصية, وبالرغم من ذلك لدينا من الآمال والطموحات في تحسين الكثير من أحوال التعليم بالمدارس بالحلول الواقعية الملائمة للظروف الحالية في ظل ضعف الموارد, وتتمثل بعض هذه الأطروحات في: سرعة البت في إلغاء الحشو الكثير من المناهج بصفة عامة للتخفيف عن الطالب وأولياء الأمور والمدرس, والتركيز في منهجيتنا في الاختبارات علي الأساليب الحديثة المعتمدة علي رأي الطالب أو الأسلوب الأمريكي في اختيار الإجابة الصحيحة بين عدة بدائل أو طرح رأيه بشأن ما تعلمه حتي ننسي أسلوب التعليم الذي يعتمد علي الحفظ والتلقين بدون فهم, فيمل الطالب وينسي ما تعلمه, كذلك حتي لا يضطر الآباء إلي اللجوء إلي الدروس الخصوصية لتسهيل عمليات الحفظ والتلقين علي أبنائهم. استخدام الزيارات الميدانية أو الملتي ميديا أو شرائط الفيديو في عملية تدريس العلوم والتاريخ والجغرافيا, حيث أصبحت متوافرة في الأسواق وبأسعار ليست باهظة, لما لها من أثر إيجابي علي تسهيل عملية التعليم, بل تشجيع الابتكار لدي الطلاب. تشجيع الطلاب علي العمل والبحث الجماعي بحيث تقوم كل مجموعة بالبحث عن المعلومات بشأن موضوع معين وعرضه كمجموعة عمل وتداول المعلومات فيما بين الطلاب, وتستخدم اليابان والسويد هذا النظام في مدارسهما في مرحلة رياض الأطفال, بحيث نقول في النهاية الفريق الفائز أو الأول وليس الطالب الأول والثاني والثالث, وهو الترتيب الذي سيترك آثارا سيئة في نفوس الآخرين. إدخال منظومة القيم الأخلاقية داخل المنظومة التعليمية من خلال مكافأة أحسن طالب خلقا أو تعاونا أو التزاما في المواعيد وغيرها من المعايير الأخلاقية التي افتقدناها منذ زمن. إدراج النشاط الاجتماعي لخدمة المجتمع كجزء من درجات بعض المواد لتشجيع التواصل المجتمعي من خلال العمل التطوعي مثل تنظيف الفصول أو جمع التبرعات للأسر وقت الأزمات( صندوق الطوارئ). تشجيع الطلاب علي المشاركة في زيادة ميزانية المدرسة من خلال عمليات البيع للمنتجات المدرسية أو المأكولات بالمعارض. وأخيرا تقول د. آية ماهر: إن الكثير من مشاكلنا في التعليم تتطلب وجود إدارة جيدة لها في المقام الأول ووعي مجتمعي للمشاركة والإيمان بالتغيير, لذلك فهي تتفق في الرأي مع مقولة عالم الاقتصاد مايكل تودارو, الذي قال: إن الشعوب التي لا تستطيع أن تطور التعليم لديها, لا تستطيع أن تطور أي شيء آخر.