شاهدت قناة فضائية تطلق علي نفسها قناة الطب النبوي لا يظهر علي شاشتها سوي صورة لشخص يدعي الشيخ محمد المغربي.. وتقوم القناة علي مدي اليوم بالإعلان عن توافر أدوية لديها مصرح بها من وزارة الصحة. كما يدعون لعلاج أمراض القلب والسرطان بأنواعه والبهاق والصدفية والبواسير بدون جراحة والسمنة والصلع والتهاب المفاصل والدوالي والسكر والتهاب الكبد الوبائي( فيروس سي) وتأخر الانجاب عند الزوجين والعقم عند الرجال والنساء, وتأخر الحمل والوسواس القهري, والتوحد وغيرها من الأمراض..كما تذيع القناة طوال الوقت مكالمات تليفونية مسجلة طبعا بين الشيخ وبعض من يدعي أنه يعالجهم عبر الهاتف, حيث يطلب من المريض مسح مكان الألم بالماء والزيت الذي يبيعه للناس بمبالغ كبيرة ويطلق عليه ماء وزيت الشيخ المغربي, ثم يطلب منه أن يردد خلفه بعض العبارات مثل( توكلت علي الله هو الله هو الحق هو الشافي المعافي) ثم يسأله: هل ذهب الألم؟ فيصيح الرجل نعم.. نعم.. وتسمع أصوات التهليل والتكبير ابتهاجا بالشفاء المزعوم.. والواضح أن الأمر لا يعدو كونه تمثيلية للتحايل علي البسطاء وأتساءل: { أين دور وزارة الإعلام التي سمحت ببث هذه القناة التي تقدم تلك البرامج المسيئة للدين والضارة بصحة المواطنين؟ والأمر لا يتوقف عند ذلك فهناك قناة أخري تبث علي النايل سات تذيع القرآن الكريم طوال الوقت ويظهر علي شاشتها أثناء التلاوة إعلانات لمنتجات مجهولة.. وقد سمعت بأذني القرآن الكريم يتلي مع إعلانات هابطة لعلاج العجز الجنسي ولا حول ولا قوة إلا بالله وقناة أخري جديدة دخيلة علي مجتمعنا متخصصة في حض الشباب والفتيات علي إجراء المحادثات التليفونية الساخنة عبر أرقام تليفونية تظهر علي الشاشة أسوة بما هو موجود في القنوات الأجنبية, وجميع هذه القنوات للأسف الشديد غير مشفرة والدخول إليها عبر الدش مباح للجميع. { أين دور الأزهر الشريف من هؤلاء الأشخاص الذين يتاجرون باسم الدين ويستغلون عبارة الطب النبوي في التحايل علي المرضي المساكين ويدعون العلاج بالادعية عن طريق الهاتف لأمراض مستعصية يعجز الطب عن علاجها حتي الآن. { أين وزارة الصحة ونقابة الأطباء وجهاز حماية المستهلك من هذه الهوجة الإعلانية لأدوية مدون عليها كذبا وافتراء أنه مصرح بها من وزارة الصحة, إذ يلزم الأمر وقفة جادة وحاسمة لضبط هذه الأدوية حفاظا علي صحة المواطنين ومنع بث إرسال هذه القنوات التي تتاجر بآلام الناس, وتقحم الدين في عملها غير المشروع للتأثير علي المرضي الذين يلتمسون أية وسيلة للعلاج من أمراضهم؟ وكيف يسمح لشخص ببيع الماء والزيت المتوافرين في كل مكان علي انهما علاج يشفي من أمراض عضال, ومازال الطريق طويلا أمام العلماء للوصول إلي علاج لها؟ أنني أهيب بالمشرع المصري أن يتدخل لحسم مثل هذه الأمور الخطيرة وتغليظ العقوبة لكل من تسول له نفسه العبث بصحة الإنسان والاساءة للدين والأخلاق. صالح خميس حسن لواء شرطة بالمعاش الإسكندرية