سرق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الكاميرا في الأيام الأخيرة, خلال زيارته للقاهرة وحضوره جلسات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي, إذ كان وجوده في قاهرة المعز, هو الأول لمسئول إيراني بحجمه منذ عام9791. كما أنه جاء بعد تولي سلطة إسلامية مقاليد الأمور في مصر, ووسط التباسات تحيط الظهور الإيراني في ساحات الأزمة السورية, وأمن الخليج, والملف النووي لطهران, ولكنني لم أستطع النظر الي صورة المسئول الإيراني الرفيع, أو متابعة جولاته في مشيخة الأزهر وغيرها محاطا بالتماعات فلاشات التصوير من دون تأمل للخلفيات القاتمة لتلك الصورة في طهران, والتي تمثل حالة مثيرة جديرة بالبحث واستقطار العظات, إذ لم يعد نجاد قادرا علي ادعائه تمثيل نموذج ملهم للثورة الإيرانية, أو الاتشاح والتسربل بقلنسوة تطهرية يشيع منها عبير التدين, فنحن أمام رجل غارق حتي الشواشي في اتهامات بالفساد والتزوير وسحق وسحل حقوق الإنسان. طهران ليس لها حديث هذه الزيام( التي تقع في ذبالات فترة الرئاسة الثانية والأخيرة لنجاد) سوي حكايات مقرفة تظهر مدي التحلل الذي وصلت إليه السلطة في إيران, وعلي نحو يتآكل فيه المعني النبيل والمضئ للثورة, ويتلاشي حضور القيم الدينية النقية الهفهافة الشفافة التي أوسعتنا الرموز الحاكمة في إيران تشدقا بها طوال عهود وعقود. السيد محمود أحمدي يرتبط بعلاقة حميمة وسعيد مرتضوي( النائب العام السابق) ويعد الأخير من الدائرة المقربة جدا من الرئيس, وهو رجل تطارده اتهامات بالفساد وقتل معتقلين( تحت وطأة التعذيب لاعتراضهم علي تزوير انتخابات التجديد لنجاد9002), وتلقب( سفاح الصحافة) وأغلق021 صحيفة ومتهم بقتل فاطمة كاظمي المصورة الكندية/ الإيرانية منذ عشر سنوات في معتقل إيفين شمال طهران, ولكن أخطر ما التصق بسعيد مرتضوي كان شريط فيديو مصورا جمعه فاضل لاريجاني( شقيق علي لاريجاني رئيس البرلمان) وفيه يطلب فاضل رشوة مالية من مرتضوي مقابل مساندة الشقيقين لاريجاني له في الاتهامات القذرة الموجهة إليه, وقد قام محمود نجاد بعرض نسخة من ذلك الشريط أمام البرلمان منذ أسبوع بالتمام والكمال.. يعني نحن أمام سلطة تحمل ألقاب( الثورة) و(الإسلامية) و(التطهرية) بينما يتورط رئيس جمهوريتها, ورئيس برلمانها, ونائبها العام السابق في مستنقع معفون علي ذلك النحو,.. وصحيح أن سعيد مرتضوي تم اعتقاله وأودع سجن ايفين وأفرج عنه بعد يومين, ولكن ذلك يقع في مربع( الصراع السياسي) وليس في مربع( إقرار القانون والمثل العليا). وفي إطار الصراع السياسي كذلك تم اعتقال وزير العمل عبدالرضا شيخ, لرفضه إقالة مرتضوي من رئاسة صندوق الضمان الاجتماعي لصالح جبهة نجاد.. بالعربي نحن أمام بلدي يدعي أنه النموذج, ويريد تصدير( الثورة) بينما يتفرتك من الداخل وتشيع فيه روائح الفساد والاستبداد علي ذلك النحو المخيف. المزيد من أعمدة د. عمرو عبد السميع