طالب علماء الدين وخبراء القانون بنبذ الخلاف من خلال التمسك بكتاب الله وبالسيرة النبوية والفهم الجيد لصحيح الدين الذي يحث علي الوحدة ونبذ الخلاف والشقاق, وتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة, والتفاف جميع التيارات حول مشروع قومي واحد لتحقيق البناء والتنمية, والتمسك بالقيم الإسلامية الدافعة للتقدم, والاهتمام بعبادة التفكر والتأمل للنهوض بالأمة الإسلامية. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها مساء أمس رابطة الجامعات الإسلامية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تحت عنوان وحدة الأمة الإسلامية بين ثوابت الدين والخلافات السياسية واتهم الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام للرابطة وسائل الاعلام التي وصفها بالمضللة- بتجنيد إمكاناتها لتأجيج الصراع ليل نهار, مما أسهم في بروز قوي عديدة تتبني العنف والدم في كثير من دول الربيع العربي, موضحا ان هذا النهج يخالف سيرة النبي صلي الله عليه وسلم الذي دعا الي نبذ الخلافات وتوحيد الأمة علي أسس نبوية ومدنية وفي إطار الأخوة والقانون, مطالبا بتضمين المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات ما ينمي عناصر الوحدة بين المسلمين, ومواجهة جميع الخلافات التي نشبت بين عناصر الأمة, وذلك بالالتفاف حول مشروع قومي محدد لتحقيق البناء, وترسيخ القيم الإسلامية الدافعة للتقدم والتنمية, ومنها إتقان العمل وغيرها من القيم, ومواجهة تحديات العولمة والتخلف العلمي. من جانبه قال الدكتور إسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الأزهر السابق, أن النبي صلي الله عليه وسلم حرص علي وحدة الدولة من خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتي جعلت الدولة وحدة واحدة وذلك انطلاقا من قول الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا مشيرا الي أن المشهد السياسي الذي نراه اليوم من تناحر وخلاف في الرأي هو نتيجة طبيعية لعدم الفهم الجيد لصحيح الدين الذي يحث علي الوحدة والبعد عن التفرق. وأشار الدكتور محمد العدوي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهرإلي أن وحدة الأمة الإسلامية أمر واجب التنفيذ وفرض عين علي كل مسلم, مطالبا الجميع بتغليب المصلحة العامة علي مصلحة الفرد. وأوضح الدكتور كمال الهلباوي القيادي السابق بجماعة الأخوان المسلمين أننا في حاجة الي تغيير في الفكر وفي المنطق والثقافة فغالبية أفراد المجتمع لا يهتمون بقضية وحدة الأمة الإسلامية ولا يبالون إلا بمصالحهم الشخصية, منتقدا غياب مركز استراتيجي واحد يعالج هموم الأمة ويبحث مشاكلها ولو كنا فعلنا ذلك لسبقنا غيرنا. وطالب الدكتور عبد الله جوان عضو المؤتمر الوطني العام بليبيا بالتمسك بصحيح الدين الذي أمر بالتسامح والعفو ونبذ الخلاف.