نستيقظ بين الحين والآخر علي كابوس متكرر مزعج, كابوس حوادث قطارات السكك الحديدية المصرية, التي وللأسف تعد أقدم وأعرق سكك حديدية عرفها الشرق الأوسط فقد بدأ انشاؤها عام4381 م وتم تشغيل أول خط سكة حديد في مصر في الثاني عشر من يوليو1581 م, وقطارات السكك الحديدية هي من أهم وسائل المواصلات والنقل نظرا للعدد الهائل الذي تنقله يوميا ويساهم في الحد من التكدس والاختناق المروري. وقد كان القطار في الماضي أهم وسيلة مواصلات من حيث الأمن والسلامة, وكنا لا نسمع عن هذه الحوادث التي تسيل فيها دماء المصريين بكثرة وغزارة, إلا قليلا وهذا يجعلنا نتساءل ما هو الجديد الذي طرأ وما الذي حدث؟ الإجابة واضحة جلية لكل شيء في الدنيا حتي الإنسان عمر افتراضي فعلي مدي الآماد البعيدة من عمر السكك الحديدية سنجد إهمالا جسيما في عدم صيانة هذه الوسيلة من وسائل النقل, بدءا من القضبان مرورا بالجرارات والعربات التي تهالكت تماما وأصبحت غير صالحة للاستخدام الآدمي, وصولا الي المزلقانات. ومن المؤسف والمضحك أيضا, أن يفكر السادة المسئولون عن الهيئة والوزارة في إدخال قطار الي مصر يسمي القطار الطلقة فائق السرعة, والذي يأخذ المسافة من القاهرة إلي الإسكندرية في أربعين دقيقة, وهذا القطار يستلزم قضبانا جديدة وتجهيزات أخري حتي تواكبه, هذا القطار كما أعلن أحد المسئولين سيتكلف أكثر من ثلاثة مليارات ولن يستفيد منه إلا علية القوم والنخبة وليذهب المواطن البسيط إلي الجحيم, فمن أين له بثمن تذكرة هذا القطار؟ أليس من الضروري توجيه تكاليف هذا القطار لإصلاح القطارات والجرارات والقضبان, وعمل حصر لكل المزلقانات علي مستوي الجمهورية, وإبدال العامل بكوبري للسيارات وبجواره رصيف للمشاة؟ ليس الحل بعد كل حادث هو إقالة الوزير, أو رئيس الهيئة أو عامل المزلقان, والسؤال: إلي متي ستظل هذه الكوابيس التي نستيقظ عليها مفزوعين؟ المزيد من مقالات جمعة أبو النيل