في محاولة لقراءة الاضطرابات السياسية والميدانية التي تصدرت المشهد المصري في الوقت الراهن, أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن النزاع والانقسامات بين الأحزاب والقوي السياسية في مصر هي السبب الرئيسي وراء تصاعد وتيرة العنف في الشارع الآن. كما أثبت أن كافة الأطراف فقدت سيطرتها علي الشارع. ونقلت الصحيفة صورة مفصلة الصحيفة للمظاهرات الحاشدة التي نظمتها حركات المعارضة, مؤكدة نزول أعداد كبيرة من المتظاهرين إلي الشوارع للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة المصرية, فيما ألقي بعضهم القنابل علي قصر الرئاسة مما استدعي قوات الأمن للتعامل معهم. وفي محاولة لتفسير التطورات المأساوية للثورات العربية, تساءلت الصحيفة الأمريكية- في تقرير منفصل- عما إذا كان الاضطراب الذي يعقب الثورات أمرا حتميا, أم أنه نتيجة لأخطاء القادة المحليين والقوي الخارجية, أم أنه نتيجة لكليهما؟ ونقلتنيويورك تايمز عن متخصصين في الثورات ومحلليها في الشرق الأوسط تأكيدهم أنه من السذاجة توقع تحولات سلمية في دول تم قمع الحوار السياسي فيها لعقود طويلة, مشددين علي أن التغيير السياسي سيكون بطيئا, ومتعثرا وعنيفا في بعض الأحيان. ورأي البعض أن التحولات في الدول العربية ستستغرق عقدا من الزمان علي الأقل حتي تتكشف مساراتها المستقبلية, كما أكد هؤلاء المحللون استحالة إطلاق أحكام عامة حول الثورات العربية, التي لا تزال يافعة وانطلقت في دول مختلفة للغاية, فليبيا بها ستة ملايين نسمة ولديها احتياطات بترولية كبيرة جدا, أما مصر فيقطنها أكثر من ثمانين مليون شخص ولا تتمتع إلا بالقليل من الموارد الطبيعية, واهتمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية برصد احتجاجات الشباب الغاضب في الشارع المصري, مشيرة إلي أن من وصفتهم ب كتائب الشباب المصري المدفوعة بالغضب والحماس دون التزامها بأجندات سياسية محددة هي أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة بمصر خلال الوقت الراهن.ورأت الصحيفة أن تصاعد وتيرة تهريب الأسلحة من ليبيا إلي مصر عبر الحدود بين البلدين زاد الشكوك والمخاوف حيال خطورة هذه العناصر الشبابية والتهديد الذي تمثله علي أمن واستقرار البلاد. من جانبها, تناولت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية موقف المؤسسة العسكرية بمصر ازاء الأوضاع في البلاد, مؤكدة ان القوات المسلحة تعد أحد أهم ركائز استقرار الوطن. ومن جانبه, يؤكد جون بي ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن لقد قفزنا قفزا إلي نتيجة أن جميع التحولات يجب أن تكون سلسة, وهذا مجاف لحقائق التاريخ. وأضاف أن التحولات في الدول العربية ستستغرق عقدا من الزمان علي الأقل حتي تتكشف مساراتها المستقبلية. وفي باريس, أبرزت صحيفة لوفيجارو الأحداث الدامية أمام القصر الرئاسي وفي الإسكندرية وبورسعيد. أما صحيفة لوباريزيان, فأبرزت تأكيد بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن قوات الأمن ستتعامل بمنتهي الحزم لحماية المنشأت العامة, مشيرة إلي أن مواجهات الاتحادية جاءت غداة توقيع كل القوي السياسية قبل يومين علي وثيقة الأزهر لنبذ العنف.