بورسعيد- خضر خضير: عاشت بورسعيد علي مدار الأسبوع الماضي وما سبقه أياما أعتبرها البورسعيدية من أسوأ الأيام التي مرت في تاريخ المحافظة وعلي غرار تسمية أيلول الأسود بعد المذبحة التي تعرض لها الفلسطينيون في أحد المخيمات في الأردن في سبعينيات القرن الماضي. اطلق أبناء بورسعيد علي الأيام السابقة يناير الأسود بسبب أحداث العنف والقتل والتخريب التي لم تشهد لها بورسعيد مثيلا حتي في ظل أجواء الفوضي التي سادت خلال الأيام الأولي بعد اندلاع ثورة يناير وقد بدأت رياح التوتر والاحتقان تخيم علي بورسعيد في أسبوع ما قبل جلسة النطق بالحكم في قضية أحداث مباراة الأهلي والمصري والإصرار علي عدم نقل المتهمين لحضور جلسة النطق في القاهرة ثم تصاعدت أجواء التوتر لتنقلب في لحظة النطق بإحالة أوراق21 من المتهمين الي المفتي الي أحداث عنف انتشرت بلا حدود في كل أرجاء المدينة تطيح بالأخضر واليابس من منشآت عامة وشرطية وحصدت عشرات الأرواح وأكثر من ألف مصاب في إشتباكات دامية هي الأولي في تاريخ المدينة وتحولت بورسعيد الي مدينة أشباح تسيطر عليها حرب الشوارع وأجواء الرعب والخوف من الموت الذي يطل في كل مكان ورغم سيطرة القوات المسلحة بعد إنتشارها علي إلا أن حالة الغضب أستمرت في المجتمع البورسعيدي بعد صدور قرار الرئيس بفرض حذر التجول وإعلان الطوارئ وخرجت مظاهرات التحدي تجوب شوارع المدينة ليلا لتعلن اصرارها علي إلغاء هذا القرار.. كل هذه الأحداث بتفاصيلها لحظة بلحظة ويوما بعد يوم في التقرير التالي: إحتقان وتهديد بين ألتراس أهلاوي ومصراوي بداية الإحتقان تصريحات تحولت فيها لهجة مجموعة ألتراس أهلاوي لتهديد صريح لأخذ الثأر بالدم لزملائهم وأصدقائهم الذين توفوا في أحداث ستاد بورسعيد عقب مباراة الأهلي مع المصري الشهيرة نشروه عبر صفحتهم علي الفيس بوك قالوا فيه القصاص أو الدم وتأتي التصريحات المستفزة والساخنة لألتراس أهلاوي قبل أيام من إصدار الحكم علي المتهمين في الحادث, ليواصل ألتراس الأهلي بجناحيه أهلاوي وديفيلز حشده ليوم السبت المقبل(26 يناير) المحدد لجلسة النطق بالحكم في القضية, بدء ألتراس أهلاوي وأصدر بيانا شديد اللهجة يتوعد وزارة الداخلية, في الوقت التي تواصل مجموعات ديفيلز الحشد بعد وقفة الشماريخ أمام مديرية أمن الإسكندرية التي طالبت فيها بالقصاص حيث تسيطر علي الجميع فكرة الثأر تحت شعار القصاص أو الفوضي ودم بدم, التي قد تصل إلي حد الزحف إلي بورسعيد. كما وضعوا سيناريو آخر: وهو انعقاد الجلسة وتأجيل النطق بالحكم وسيتم علي خلفيته في تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية, وأستكملوا إعداد سيناريوهات عديدة مثل القصاص بأيدي الألتراس وأسر الشهداء حال انعقاد جلسة النطق بالحكم في موعدها وعدم الأخذ بالأدلة الجديدة وصدور الحكم النهائي بالقضية, بشكل غير مرض. وهو ما أستفز ألتراس مصراوي وأعضاء جرين إيجلز و سوبر جرين أهالي المتهمين وأصدقائهم من عشاق النادي المصري, لتحتقن الأوضاع داخل بورسعيد وتبدأ مظاهر الغضب في بورسعيد بخروج الالاف من ألتراس مصراوي ومجموعات جرين إيجلز وروابط المشجعين وأسر المتهمين وعشاق النادي المصري تطالب المسئولين بعدم سفر المتهمين من سجن بورسعيد الي القاهرة حفاظا علي حياتهم بعد تهديدات ألتراس النادي الأهلي, وهو ما دعا الي تشكيل لجنة من الحكماء لرفع المطلب للقيادات بالقاهرة,, واجتاحت شوارع وميادين المدينة الحرة موجة الغضب الشعبي العارم وما يصاحبها من أحداث وإضطرابات, بعدما إنتهت المهلة التي حددوها مع لجنة الحكماء بالمحافظة, دون التوصل إلي حل مع المسئولين المعنيين بحكومة الدكتور هشام قنديل لإحتواء الأزمة والمخاوف المتعلقة بها بعد صدور النطق بالحكم في قضية مذبحة الإستاد الشهيرة والمحدد لها جلسة26 يناير, فقام ألتراس مصراوي وأهالي المتهمينبقطع الطريق أمام محطة السكة الحديد ببورسعيد قطع ألتراس النادي المصري الطريق أمام محطة السكة الحديد ببورسعيد وقاموا بوضع أخشاب وجذوع النخل علي شريط السكة الحديد الأمر الذي منع القطر من الخروج أو الدخول, ثم تلاها مجموعة من المسيرات طافت شوارع وميادين مدينة بورسعيد قبل ميعاد المحاكمة بأيام, وقاموا بقطع طريق الرسوة جنوب المحافظة, بهدف منع المتهمين من الخروج من بورسعيد,باقتحام البوابة الرئيسية للميناء السياحي ببورسعيد, واصطفوا علي الرصيف داخل الميناء, واشعلوا خلالها الشماريخ والصواريخ النارية, مدير أمن بورسعيد اللواء محسن راضي نقل الأحداث الملتهبة كاملة للواء محمد ابراهيم وزير الداخلية نقل صورة الأحداث اليومية من الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها جميع روابط ألتراس النادي المصري, لحث الجهات المعنية باتخاذ قرار يحافظ علي أرواح زملائهم المتهمين, ضمن قائمة تضم74 متهما ينتظرون حتي صباح يوم26 يناير الجاري لتحديد مصيرهم بعد النطق بحكم محكمة جنايات بورسعيد في قضية استمرت علي مدار عام, وقد بذل وزير الداخلية جهودا مكثفة خلال مفاوضاته مع المستشار أحمد مكي وزير العدل, والمستشار صبحي عبد المجيد رئيس الدائرة بمحكمة جنايات بورسعيد لاقناعهما بضرورة اتخاذ قرار عدم حضورهما الجلسة حفاظا علي الأرواح والممتلكات وحقنا لدماء المتهمين في ظل حالة التوتر الشديد الذي يسود العلاقة بين جماهير ألتراس الأهلي وألتراس المصري, وانتهي بالموافقة لتسود حالة من الارتياح أرجاء بورسعيد, وما أن عادت الأمور الي طبيعتها إنطلقت غشاعة من إحدي الفضائيات تأكد سفر المتهمين الي القاهرة لتعود موجة الغضب من جديد قام علي أثرها ألتراس مصراوي وجرين إيجيلز وسوبر جرين واهالي المتهمين بفرض حصار حول محبسهم ببورسعيد وأقاموا الخيام وقرروا عدم مغادرة محيط السجن إلا بعد مرور يوم26 يناير الجاري ومعرفة ما ستسفر عنه قرارات محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس. وكان أهالي المتهمين وأعضاء روابط مشجعي النادي المصري وشباب المدينة قد أحتشدوا منذ صباح السبت الماضي في منطقة محيط السجن. ثورة الغضب أنفجرت عقب النطق بالحكم في قضية أحداث مباراة الأهلي والمصري بإحالة أوراق وأنتابت الألاف من أهالي وأصدقاء وأعضاء ألتراس مصرواي والمحبين للنادي المصري حالة هستيرية من البكاء والصراخ والعويل, قام الجميع بالإسراع نحو السجن وأندلعت أعمال عنف في محيطه وقع علي أثره30 قتيلا و322 مصاب هي حصيلة اليوم الأول من أحداث العنف والإشتباكات مع رجال الشرطة.