السطور التالية ليست "مع " أو " ضد " أحد بل هى محاولة لنقل تفاصيل المشهد السياسى الذى بات يؤرقنا وتطاردنا شخوصه حتى فى أحلامنا التىاختصرت نفسها فى " كوابيس " ترعبنا وبدون أى رتوش فإن الصورة التى أصبحت تصدم أعيننا ليل نهار يتقاسمها أربعة أطراف : حكومة " لإنهاء الآمال " وليست لتسيير الأعمال ' وجماعة تتخفى وراء ساتر " جبهة للإنقاذ " , ورئيس أصبحت الثقة مفقودة فيه " باعتبار أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين " وفق أدبيات الأهل والأحبة والعشيرة .. وعلى أطراف الصورة يقف ملايين من المواطنين يتدفق الخوف من أعينهم ويعتصرهم القلق على وطن قرر فجأة الانتحار بيد أبنائه.!! على جانب الحكومة – التى اكتسبت أخيرا تعبير " حكومة أمينة شلباية " خبيرة التجميل بعد اقتراحها فرض " رجيم " إجبارى على المواطنين من خلال 3 أرغفة لكل مواطن يوميا – فإنها " أى الحكومة " تتبع سياسة تُبدد ولا تصون , وتُفرق ولا تُجمع , وتهدم ولا تبنى ' وتُهدد ولا تحمى ويكفى هنا رسالة التهديد التى نطق بها " جنرال الجلابية " الشهير بمحافظ كفر الشيخ " فلدينا 5 ملايين سينزلون الشارع فى الوقت المناسب " !!.. وإذا كانت مساعدة الرئيس السيدة باكينام الشرقاوى قد استبعدت تشكيل حكومة " إنقاذ وطنى " بزعم أن الوقت غير مناسب , فهل سيكون الوقت مناسبا من وجهة نظرها بعد اكتمال احتراق مصر ؟!. من ناحية جبهة الانقاذ فإن شخوصها يستهدفون إزاحة مرسى وهو مطلب شرعى لكل المنافسين شريطة الالتزام بآليات الديمقراطية غير أنه يبدو أن إنتهاجهم " مبداً ميكافيلياً " جعلهم يُنحون هذا الالتزام جانبا فأصبحت "الوسيلة " هى الرفض لأى شئ وكل شئ بهدف " غاية " حجز مقعد فى القصر الرئاسى " وليذهب الوطن والشعب إلى الجحيم " ويكفى هنا أن نُذّكر الرأى العام بتلك التظاهرة التى قادها مرشحو الرئاسة فى ميدان التحرير عقب إعلان مرسى رئيسا إذ طالب أبرز المنافسين وقتها – عدا والحق يقال عمرو موسى وسليم العوا بتشكيل مجلس رئاسى يضمهم " فلم إذن كانت تلك الانتخابات ؟!!" . إذا استمرت " الجبهة " على ذات موقفها من تصدير " الرفض " لكل شئ فلن يبق هناك وطن لحكمه ولن يكون هناك شعب يشاركونه تحديد مستقبله ' غير أن الوقت لا يزال متاحا للتراجع عن " وسيلة " تحقيق الغاية فالقضية ليست " مهزوم أو منتصر " فالجميع سيصبح مهزوما وبالضربة القاضية !! من جهة الرئيس فإنه يبدو أنه لا يعى حتى الآن أنه ذاته قد أصبح جزءا من الأزمة ' فإذا كان قد بدأ كلمته إلى الشعب مساء الأحد الماضى بواجب الإلتزام بالقانون والشرعية الدستورية فإن تكرار اختراقه هذه الشرعية قد جعل حديثه أشبه بالمثل الشعبى " أول القصيدة .. " إضافة إلى أن قائمة تراجعاته قد طالت والتى كان آخرها مساء الثلاثاء الماضى فيما يتعلق ب "طوارئ مدن القناة " وهو ما يفرض عليه التأنى فى إصدار القرار حتى لا يتراجع عنه ويجهد نفسه بعد ذلك فى البحث عن "هيبة " الدولة والمنصب !. وإذا كان الرئيس حريصا بالفعل على " الوطن " وليس على الجماعة وحدها ' فإن عليه أن يتخلى عن تصدره لمشهد إدارة الحوار وإسناده إلى شخصية عامة غير حزبية يثق الجميع فيها بشرط إعلانه الالتزام الحقيقى بتنفيذ كل ما سيخلص إليه هذا الحوار ووقتها سينجو الوطن من ذلك المصير الذى لا نتمناه له وربما يستعيد الرئيس ثقة شعبه فيه ووقتها لن يخشى أحد من الاقتراب من " جحر الاتحادية " ..!.