علي الرغم من أن اريتريا تضم مدنا ساحرة ذات طقس مريح وطراز معماري فريد, إلا أنه يظل للعاصمة أسمرة سحرها الخاص, الذي جعل بعض الكتاب يقولون عن أسمرة إنها مدينة صممها وبناها ثوار ويسكنها ثوار. فعندما أراد الإيطاليون الذين كانوا يستعمرون اريتريا بناء حضارة لهم أسندوا الأمر في مطلع القرن العشرين لعدد من المعماريين الشبان الذين كانوا يودون تغيير جميع الأنماط المعمارية السائدة في أوروبا آنذاك ووجدوا فرصتهم في بناء هذه المدينة, ومن حسن حظ المدينة إنها وبعد30 عامامن حرب التحرير لم تدمر اسمرة, التي تزدان بها المرتفعات الشامخة, وترتفع8000 قدم علي مستوي البحر الأحمر, وهي مدينة الجمال التي سار بحسنها الركبان وتغني بطيبة أهلها المغنون وترنم بسحر جمالها الشعراء,مما جعلها قبلة للكثيرمن السائحين. ومن أهم المناظر الطبيعية الخلابة التي اودعها الله في هذا البلد الصغير الهضاب العالية وما بينها من تلال, كما يمكن تسلق الجبال الخضراء او الهبوط منها بابداع المواطن الارتري في صناعة تلك المنعطفات التي احكم بناءها وسط تلك الصخور, حتي اصبحت طرقا ملفوفة.ففي العاصمة الإرترية أكثر من موقع تكاد تستطيع فيه ملامسة السحاب. وتنتشر الهضاب في إريتريا من الشمال إلي الجنوب حيث يصل ارتفاعها إلي8000 قدم فوق سطح البحر كما أنها تمتلك ساحلا يمتد نحو ألف كيلومتر علي البحر الأحمر, يمتد من' رأس قصار' علي الحدود السودانية شمالا إلي باب المندب في' رأس أرجيتا' في جيبوتي جنوبا, ويتفاوت عرض الخط الساحلي في اتساعه بين16 و64 كم. ويرتفع السهل إلي أراض مرتفعة في الجزء الأوسط من البلاد حيث يوجد جبل سويرا في تلك المرتفعات وهو أعلي قمة في إرتريا ويبلغ ارتفاعه013,3 م فوق سطح البحر. وتنحدر المرتفعات الإرترية إلي أراض منخفضة في الغرب. ولم تكن لمرتفعات اريتريا قيمة جمالية فقط,بل ساعدت أيضا في الأحداث السياسية في هذا البلد حيث شهدت خلال سنوات الكفاح هضاب وجبال ارتريا مواجهات عنيفة ومعارك شرسة بين الثوار وقوات الاحتلال, والمقاتل الإريتري الذي كان يتجول في ربوع بلاده كالنسر في الأجواء كانت تملا جوانحه أشواق عارمة حبا ووفاء لأرضه وشعبه واستعدادا دائما للتضحية.كما أن هذه المرتفعات كانت مهدا وملاذا للثورة الاريترية حيث لجأ الثوار الاريتريون فور قراره اعلان الثورة المسلحة الي الي جبال آدال في غرب ارتريا في شهر سبتمبر1961, وكان سلاحهم بندقية انجليزية وبعض البنادق الايطالية القديمة وقليل من الذخيرة.