ما تشهده الساحة الإعلامية في مصرنا الغالية لم تشهده أعتي الدول الديمقراطية في العالم التي تؤمن بحرية التعبير وتقدس حرية الفكر وتبني دولتها علي دعائم تلك الحريات ولكن في مقابلها ترسي دعائم القانون, ولهذا فهي حرية مسئولة تحاسب حسابا عسيرا إذا أخطأت أونشرت أخبارا كاذبة أو تعرضت للحياة الخاصة للمواطنين مما قد يعرضها للإغلاق أو الإفلاس أما في أرض المحروسة, فالوضع مختلف تماما فأصحاب القنوات والصحف الخاصة انتهجوا سياسة جوزيف جوبلز وزير الدعاية النازي إبان حكم هتلر وهي الكذب فهو صاحب مقولة أكذب ثم إكذب ثم إكذب حتي يصدقك الناس ثم اكذب واكذب حتي تصدق نفسك وعلي نفس هذا النهج يسيرون وعلي درب ملهمهم جوبلز يستلهمون الخطي منذ أكثر من عام وبالتحديد بعد أن اتضح للجميع مدي قوة وشعبية تيار الإسلام السياسي في الشارع المصري وعلي وجه الخصوص جماعة الإخوان المسلمين وتجذرها في التربة المصرية الأصيلة مما يستحيل استئصالها منها بأي وسيلة كانت أوآلة حتي لو كانت تلك الآلة الجهنمية المسمي الإعلام, شنوا عليه حروبا إعلامية ضارية استعملوا فيها جميع أنواع الأسلحة الفتاكة والمدافع الرشاشة من موبقات لفظية وبذاءات تعبيرية لم تعرفها لغة الإعلام من ذي قبل, لجأوا إلي التضليل والخداع والتدليس من خلال فبركة الأخبار الكاذبة ونسجوا عنها القصص والروايات تحت مسمي التحليل الاستراتيجي كتلك الفرية التي زعموا فيها بيع قناة السويس أوالأخري التي ادعوا فيها التخلي عن أجزاء من أرضنا في سيناء لتوطين الفلسطينيين أو الزعم أن مصر تحكم من مكتب الإرشاد وأن نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر هو الذي يدير شئون البلاد من وراء ستار! وصنعوا منه أسطورة مخيفة لتشويه صورته وصورة الجماعة لإثارة الرعب والفزع والكراهية في قلوب المصريين إلي آخره من هذه الخزعبلات التي لايصدقها عاقل ولايقولها أيضا عاقل ولكن يدعيها رجل في نفسه مرض أو علي أحسن تقدير جاهل! وجاءوا بالأقزام والحاقدين وبمن باعوا أنفسهم للشيطان وصنعوا منهم نجوما وأنعموا عليهم بالألقاب والمسميات وأصبح هؤلاء بقدرة الفضائيات الفاسدة والإعلام الساقط نخبة المجتمع المصري ونصبوا أنفسهم أوصياء علي الشعب المصري ومنحوا أنفسهم حق الحديث باسمه!! والشعب المصري براء من كل هذه الجرائم التي تطارده ليلا ونهارا عبر تلك الصواريخ عابرة القارات والتي تحمل قنابل ذكية محرمة دوليا في كل مواثيق الشرف الإعلامي والأعراف الدولية! لكن هذا الإعلام لايعرف غير ميثاق جوبلز الذي جلب الهزيمة والدمار لدولة ألمانيا العظمي وقسمها إلي دولتين فهل يريد أصحاب الإعلام الفاسد أن يصلوا بمصر إلي ذلك المصير البائس لمجرد كراهيتهم للإخوان المسلمين والتي بلغت أكثر من حبهم لوطنهم؟! كلما راهنت علي يقظة ضميرهم في لحظة فارقة تمر بها البلاد تحتاج فيها لتكاتف كل أبناء شعبها يخذلونني باصطناع مزيد من الأزمات وتأجيج الفتن بين أبناء شعبنا وتأليب الفئات بعضها علي بعض لإشعال مزيد الحرائق في كل مكان والعمل الحسيس الدءوب علي فكرة ترسيخ الاستقطاب في المجتمع والذي هو أصلا كان من البداية صنيعة ونتاج إعلامهم الفاسد, تصورت وغيري أنه بعد ما وضعت معركة الدستور أوزارها ستنتهي تلك الحروب أو علي الأقل نأخذ هدنة ويلتقط الشعب أنفاسه لكن أبدا اتضح إنها مجرد أوهام أوأحلام بريئة ليس أكثر إذ أنهم قد عقدوا العزم علي استمرار تلك الحروب الإعلامية إلي ماشاء الله! واتضح أن الفضائيات والصحف الخاصة متفقة فيما بينها وبتحضير مسبق وممنهج وجاهزون للدخول في معركة جديدة أشد ضراوة إذ إن الآلة الجهنمية التي يمتلكونها لاتصنع لديهم إلا أفكارا شيطانية لذلك لجأوا إلي العزف علي الاقتصاد المصري لما له من تأثير في الحال علي رجل الشارع, فأطلقوا ماأسموه إفلاس مصر وأثاروا الرعب والفزع في قلوب المصريين, الدولة لن تستطيع دفع رواتب الموظفين, الودائع في البنوك في خطر مما دفع البعض للمسارعة لسحب ودائعهم, غلاء الأسعار, تعويم الجنيه, رفع الدعم تنفيذا لشروط البنك الدولي إلي آخره من كل هذه الفزاعات التي أثاروها في البلاد ثم أخذوا يروجون بشدة لما أسموه ثورة الجياع! متجاهلين أن أي مجتمع كالمجتمع المصري فيه هذا الحد الكبيرمن التكافل الاجتماعي والإخاء لايمكن له بأي حال من الأحوال أن يتعرض لمثل هذه الثوارات المزعومة- اصحوا- وتوقفوا عن هذا العبث المجنون الذي يضر بالبلاد والعباد وأوقفوا أموالكم الملعونة التي نهبتموها من الشعب وتجيئون اليوم لتدمروه بها وتحطموا الوطن0 لابد من وقفة جادة وحازمة تجاه هذا الإعلام الفاسد وتجاه القائمين عليه بالقانون ولذلك أطالب بالإسراع في تشكيل المجلس الوطني للإعلام طبقا لما جاء في الدستور حتي تنضبط الأمور ولا تتفاقم أكثر من ذلك فيحرق الأخضر واليابس ونجلس نبكي علي الأطلال!