الأعداء لايحرقون وطني.. لا يقتلون أبناءه.. الأبناء يقتلون الأبناء.. يحرقون ممتلكاتهم.. يدمرون إرثهم وكفاح الأجداد وتاريخ العناء والبناء.. كنا نحمل الفئوس وأدوات البناء فأصبحوا يحملون القنابل و الخناجر ومعاول الهدم.. كنا نغني للسد ولسيناء ولأبطال بورسعيد فأصبحنا لا نجد أغنية نقولها أو نسمعها.. غطي صوت الأمهات الثكالي علي كل صوت.. ما الذي حقن شبابنا بكل هذا الغل.. هذه الكراهية لبلده.. من الذي قال له إن معركته في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية لاقتحامها.. وقتل جنودها. هؤلاء الجنود ليسوا مرتزقة مستوردين بل جاءوا من كل قرية ونجع في ضريبة جهاد شريفة.. من الذي علم هذا الشباب أنه يحقق نصرا عندما يحرق مبني ويقتحم سجنا.. إنه كل طوبة ينزعونها من جدار, أو مبني يحرقوه بالنار, أو مواطن يذبحونه بوهم الثأر, سندفع ثمنها مضاعفا من قوت الأبناء وتعليمهم وصحتهم وكل خدماتهم. ليس الغضب هو الذي أحرق ما احترق ولكنه الجهل وثمار الأخطاء الرهيبة التي ارتكبها مسئولونا.. فأين هؤلاء المسئولون والحكماء الذين كانوا لا يتوقفون عن الكلام ؟اليوم يتحدثون عن قدسية القضاء واحترام الأحكام.. فهل علمتمونا ياسادة ذلك قولا وفعلا ؟! ألم تتحدثوا عن الدستور فهل قدمتم كتابا يجمع أم يفرق ؟ أين الثورة التي كنا نحلم بثمارها.. بخبزها وعدلها وحريتها وكرامتها.. ألم نكن جميعا شركاء في إطلاقها ودفع ثمنها من شهدائنا..ألم نبدأها جميعا يدا واحدة قبل سنتين إثنتين, فأين هذا من التمزق والخوف وأحاسيس اليأس التي نعيشها اليوم ؟ وأين ذهبت الفرحة الكبري التي عشناها يوم انزاح الطاغوت.. هل هي لعنة الحكم أم جهل السلطة أم شهوتها الغبية ؟ يارب.. تدخل بمعجزاتك لتحمي وطني مصر.. مصر التي ذكرتها في قرآنك الكريم.. ارفع مقتك وغضبك عنا ياكريم.. ساعدنا علي أن نغير مابأنفسنا.. أزل الغمة عن الذين يحرقون بلدهم ويقتلون أبناءهم ويرملون أمهاتهم.. ساعد حكامنا علي أن يعرفوا طريق الصواب فلا يخدعونا ويخدعوا أنفسهم ويقولوا مالا يفعلون.. يارب.. يارب.. يارب. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر