العلاقة بين مصر والعراق الشقيق تقدم للجميع نموذجا مثاليا لما يجب أن تكون عليه علاقات الأشقاء, هي أولا علاقة تحافظ علي الثوابت بين الدولتين والشعبين, فكلاهما عرب بينهما تاريخ مشترك ولغة واحدة وثقافة واحدة وهو ما يقود في نهاية المطاف إلي المصير الواحد, ثم إنها ثانيا, علاقة تراعي خصوصية كل دولة من الدولتين, بحيث لايدس الشقيق أنفه في أمور قد لا يسمح له بها الشقيق الآخر.. ومن هنا يأتي ما يسمي بالاحترام المتبادل, وعدم التدخل في الشئون الداخلية, وهي ثالثا, علاقة تحافظ علي المصالح المباشرة, بمعني أنها علاقات واقعية تضع في اعتبارها الظروف الموضوعية القائمة حاليا بعيدا عن الشعارات الرنانة والأكليشهات المحفوظة الموروثة من تاريخ مضي وفات! مصر تعرف جيدا ما يمر به العراق الشقيق الآن, فالعراق لا يعيش في هذه المرحلة أحلي أيامه, بل يعاني, ومصر تعرف أن الشعب العراقي لا يد له فيما يجري الآن, بل إن المسئول الأول هو الاحتلال الناتج عن الغزو, ومصر تعرف أيضا أن الدول في مثل هذه الأوقات والظروف العصيبة تحتاج من شقيقاتها تدخلا من نوع خاص, وهكذا فإن الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يزور مصر حاليا, والتقي أمس بشقيقه الرئيس مبارك كان دقيقا وموفقا جدا عندما قال: نحن نقدر دور مصر المتوازن إزاء العراق, نعم يا سيادة الرئيس إن التوازن هو ما يحكم علاقات مصر, ليس بالعراق فقط, بل مع كل الأشقاء جميعا.