أصداء واسعة وردود فعل كبيرة لاتزال تثيرها صفقة بيل جيتس اوراسكوم للانشاء والصناعة ليس فقط لدخول مستثمر في حجم واسم بيل جيتس اغني رجل في العالم للاستثمار في شركة مصرية. ولكن تكتسب الصفقة اهميتها ايضا الي ان بعض المراقبين يعتبرونها خروج لاستثمارات آل ساويرس من السوق المصرية, وبرأي هؤلاء ان هذا الامر سينعكس سلبيا علي البورصة لا اوراسكوم للانشاء والصناعة تستحوذ علي نحو27% من مؤشر البورصة جي اكس30, كما يطالب هؤلاء الحكومة بسرعة تدارك الامر باتخاذ خطوات عاجلة لوقف حالة القلق التي تسيطر علي جانب كبير من المستثمرين, من خلال الاسراع بتسوية المشكلات العالقة الي جانب التصالح مع المستثمرين من خلال اجراءات فعلية وليس تصريحات وابداء الرغبات والنوايا, أو كما يود ان يطلق الدكتور علاء عرفة احد كبار المستثمرين والمصدرين في الملابس الجاهزة, فان المصالحة الان هي مصلحة مصر العليا لان الاقتصاد ينزف وحالة القلق تسيطر علي المستثمرين ولن يدخل مستثمر اجنبي طالما المستثمر المصري يخرج. علي الجانب الآخر يقلل مراقبون ومحللون ماليون من القلق والتخوف من التداعيات السلبية لادراج اوراسكوم تيلكوم في بورصة امستردام, بل ان بعضهم يري انها شئ طبيعي لكل الشركات التي تنمو وتصل الي حجم كبير في نشاطها وتتحول الي شركة متعددة الجنسيات وبالتالي تخرج من المحلية, ويتطلب ذلك ادراج الشركة في احدي البورصات العالمية حتي يمكنها جذب مزيد من الاستثمارات العالمية والحصول علي التمويل بشكل افضل وبتكلفة اقل, وهو ما يؤكد عليه هشام عز العرب رئيس البنك التجاري الدولي, معتبرا ان تسجيل الشركة في احدي الاسواق الاوروبية مهم لاعطاء قدر اكبر من الطمأنينة للمستثمرين في الخارج الذين يساهمون في الشركة ويتيح لها فرص اوسع للحصول علي التمويل لمشروعاتها بتكلفة اقل, ويضيف انه لشئ جيد ان تتحول شركة مصرية الي العالمية متعددة الجنسيات. ومن جانبه قال ناصف ساويرس رئيس اوراسكوم للانشاء والصناعة ان الطلبات التي اعنت عنها هيئة الرقابة المالية للموافقة علي الصفقة منطقية وطبيعية, وسوف تتضمن نشرة العرض لكل هذه المقترحات وكافة التفاصيل بما فيها ضمان حقوق حملة الاسهم وحق الدولة. وحول ماتردد بشأن اقتراح ادارة البورصة للابقاء علي نسبة5% من اسهم الشركة للتداول بالبورصة المصرية, قال ساويرس ان هذا الامر قرار المساهمين, ولكنه كشف عن ان لدي الشركة مقترحات مهمة لاستمرار تواجدها بالبورصة المصرية ستبحثها مع هيئة الرقابة المالية والبورصة لاحقا, ورفض الافصاح عنها الا بعد بحثها ورفض ان مايتردد بشان خروج الشركة من السوق, ورصد عدد من المزايا التي تحققها الشركة والتي تعود علي الاقتصاد بادراج الشركة ببورصة نيويورك يورميكس بامستردام, وفي مقدمتها ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية تصل الي ملياري دولار من شركات كبري, بما يتيح سيولة للشركة ويعكس جاذبية مناخ الاستثمار بمصر. وثانيا الادراج بالبورصة العالميبة سيمكن الشركة من اصدار سندات يورو بوند ودخول اسواق المال العالمية للحصول علي تمويل منخفض لتوسعاتها ومشروعاتها الجديدة والتي سيكون نصيب السوق المصرية منها النسبة الاكبر. وثالثا فان تواجد الشركة بالبورصة العالمية يزيد من قدرتها علي جذب استثمارات جديدة باعتبارها شريك ملائم بما يمكنها من تنفيذ مشروعات جديدة في مصر وباقي الاسواق. واضاف ان التفكير في الادراج بالبورصة العالمية محل مناقشة بالشركة منذ8 سنوات كاملة وليس وليد الفترة الاخيرة ويشهد علي ذلك كل قيادات الشركة. ويشير ساويرس الي ان شركة ميتال الهندية العملاقة اكبر منتج حاليا للصلب في العالم لم تجد مفر منذ سنوات عندما ارادت ان تتحول الي شركة عالمية كبري ال التسجيل في نفس البورصة ولكن في لكسمورج منذ سنوات مما جعلها اكبر شركة في هذا المجال حاليا. وحول التاثير السلبي للحصيلة الضريبية, قال ساويرس ان هذا الامر غير وارد لان الضرائب بمصر تحصل من الشركات التابعة العاملة كل علي حدة, كما ان جميع الدول التي تمتلك فيها الشركة مشروعات موقعة لاتفاق منع الازدواج الضريبي مع مصر. ويري ان الكيان الجديد سيمكن الشركة من تمويلا لصندوق الذي اطلقته منذ3 سنوات بالمشاركة مع مؤسسة مورجان ستانلي العالمية لتمويل مشروعات البنية التحتية بمصر وتم تجميده خلال العامين الماضيين لعد وجود موارد تمويلية له. مما يسهم في توجيه التمويل لمشروعات البي بي بي التي ستطرحها الحكومة المصرية بهذا النظام. وفيما يتعلق بالتطورات في التفاوض الحالي مع وزارة المالية بشأن الضريبة علي صفقة الشركة مع لافارج العالمية منذ سنوات والتي كان قد اعلن وزير المالية منذ يومين عن اعطاء الشركة مهلة لمدة اسبوع لدفع الضرائب, قال ساويرس ان موقف الشركة وفق اراء كل الخبراء من القانونونيين ومكاتب المحاسبة العالمية والمحلية موقف سليم حيث لم يكن القانون وقت اتمام الصفقة يفرض ضريبة علي عمليات الاستحواذ للشركات المدرجة بالبورصة, وبالتلي لم تخالف الشركة القانون, والدليل ان الحكومة قامت في شهر ديسمبر الماضي بتغيير هذا القانون بفرض ضريبة علي ذلك, والمعروف انه لا فرض او تطبيق ضريبة باثر رجعي, واضاف: انا متفائل من منطلق وجود وزير مالية جديد لديه مسئولية ويسعي الي تحقيق العدالة الضريبية وواثق انه لن يظلم اي من الممولين, بل الاساس هو بناء علاقة وثيقة بين المصلحة والممولين وكشف ساويرس عن ضخ استثمارات جديدة ضخ استثمارات تتجاوز ملياري جنيه بالتعاون مع مؤسسة يابانية كبري في مجال صناعة الاسمدة, وانه جاري تخليص التراخيص والموافقات الخاصة بالمشروع مع وزارة الاستثمار. وفي رأي عز العرب فان قرار ناصف ساويرس بضخ هذه الاموال في السوق رد فعل جيد علي المبادرة الطيبة التي اطلقها حسن مالك للمصالحة وتسوية المشكلات مع المستثمرين خلال اعمال مؤتمر لندن, لانه كما يقول كان في امكان الشركة ان تسجل نفسشها في بورصة امستردام وتفتح المجال لمساهمة بيل جيتس والشركتين الامريكيتين في توسيع و تمويل الانشطة دون ان تطرح خيارات البيع النقدي امام حملة الاسهم بالبورصة المصرية ولما كنت ابحث عن الايجابيات فقد استهواني تحليل هشام عز العرب للصفقة والذي يري ان ثمة ابعاد ايجابية للصفقة تتمثل في دخول ومساهمة رجل الاعمال العالمي المعروف بيل جيتس في شركة مصرية, وثانيا انه سيضخ مع3 شركات امريكية كبري نحو مليار دولار في خزانة البنك المركزي من خلال شراء اسهم اوراسكوم تيلكوم المتداولة بالبورصة المصرية, ما يعني مساندة العملة المحلية, كما ان دخول بيل جيتس في هذه الصفقة يعطي مؤشر ايجابي عن التطور والقدرة التنافسية للشركات المصرية ما يلفت الانتباه من جانب مؤسسات الاستثمار العالمية للدخول في استثمارات بالسوق المصرية وحتي لو كانت عن شكل مساهمات في شركات مصرية ناجحة, فالمؤكد ان بيئة الاستثمار بمصر ساهمت في نجاح هذه الشركة وغيرها مما يعني ان الظروف الراهنة التي يعاني فيها الاقتصاد وتنعكس سلبيا علي مناخ الاستثمار في طريقها للتلاشي وتحتاج الي جهد حقيقي من الحكومة, لكن المؤكد ان السوق المصرية لديها فرص واعدة لجذب الاستثمار. ويعتبر رئيس البنك التجاري الدولي ان تدفق الاستثمارات من بيل جيتس والشركات الاخري في هذه الصفقة بمثابة القطرة التي سيتلوها تدفقات كبيرة مشيرا الي ان بداية الغيث قطرة, وهذه هي البداية. ويضيف عز العرب ان هذا الامر لمسه بوضوح لدي دوائر الاستثمار العالمية خلال الجولة والمؤتمرات الترويجية التي نظمها اي سي كابيتال التابعة للبنك التجاري الدولي في لندن علي مدي اسبوع وشارك فيها هشام رامز محافظ البنك المركزي, وعدد كبير من كبار المستثمرين بالسوق المصرية ناصف ساويرس وصفوان ثابت, وحسن مالك رئيس لجنة التواصل بين مؤسسة الرئاسة ورجال الاعمال, وياسين منصور حيث ابدي ممثلي مؤسسات الاستثمار والمال العالمية رغبة شديدة للدخول الي السوق المصرية فور استقرار الاوضاع السياسية واستتباب الامن, الي جانب تسوية المنازعات واتمام المصالحة مع المستثمرين. في المقابل يري الدكتور علاء عرفة رئيس مجلس الاعمال المصري الايطالي ان ادراج اوراسكوم للانشاء والصناعة في بورصة امستردام يمثل نقل مقرها من مصر والاكتفاء بان يكون وجودها في القاهرة من خلال مكتب تمثيل, وهو في حد ذاته خروج من السوق المصرية ضمن مسلسل خروج الاستثمارات للاسف ولم يحرك للحكومة ساكنا رغم ان الامر كان يتطلب سرعة تدارك هذا الامر بالاسراع في انجاز المصالحة مع المستثمرين, لازالة القلق لديهم, ويضيف المصالحة في حقيقة الامر هي المصلحة الوطنية لوقف تدهور الاقتصاد وخروجه من كبوته, ويتساءل: هل معقول ندمر كل شئ جميل, لقد قامت الثورة من اجل مصر افضل وتعزيز مكانتها وتنمية وتشجيع الشركات الكبري التي تنافس في الاسواق العالمية وليس ممارسة الضغط علي هذه الشركات واضرارها للخروج من السوق المصرية, كما يطالب الحكومة بالشفافية واعلان قواعد اللعبة بوضوح امام دوائر الاستثمار خاصة في السياسة النقدية واتجاه سعر الصرف, وقوانين الضرائب والعمل والاضراب, ويضيف انني اتحدث هنا من اجل الوطن بناء شركة ناجحة في الصناعة يحتاج25 سنة كاملة, وبعد خروج اوراسكوم للانشاء والصناعة من البورصة لن تكون هناك اسهم جاذبة في مؤشر جي اكس30 سوي السي اي بي والمصرية للاتصالات, لافتا الي ان واحد من اكبر المستثمرين الامريكين بالاسواق الناشئة اتصل به من اندونيسا ليتاكد من خروج اوراسكوم من البورصة المصرية, وغير مصدق, عدم اتخاذ الحكومة اجراءات من شأنها الابقاء علي الشركة بالبورصة المصرية, وينوه عرفة, هذه الشركة تحقق4 مليارات دولار ارباح سنوية تدفع منها مليار دولار سنويا ضرائب لخزانة الدولة, كيف تصر الحكومة علي الزامها بدفع ضرائب لم يكن القانون يلزمها بها لكي تحصل14 مليار جنيه, مرة واحدة وتخسر مليار دولار سنويا الي جانب استمرار وجود الشركة بالبورصة والسوق المصرية. الدكتورة هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية واستاذة التمويل وجهة نظرها تتطابق مع ما طرحه عرفة, وتري ان دخول بيل جيتس للاستثمار في شركة مصرية يمثل لاشك قيمة مضافة, ومؤشر للثقة لباقي مؤسسات الاستثمار في فرص النمو بالسوق المصرية, ولكن هذا لايمنع القلق من ان هناك خروج للمستثمرين المصريين من مصر, خاصة ان هذا المستثمر هو عائلة ساويرس التي تتمتع بسمعة وثقة لدي مؤسسات الاستثمار العالمية والاقليمية, وتضيف انني اتفهم القلق لدي بعض المستثمرين والذي يجب ان يقابله سرعة الاستجابة من الحكومة بالاسراع في اتخاذ الاجراءات التي من شانها طمأنة المستمثرين وانهاء القلق لديهم وفي مقدمتها انجاز المصالحة, وسيادة القانون علي الجميع وعدم فرض اية اعباء بدون سند من القانون, مع الالتزام بالشفافية, وقبل كل ذلك الاسراع بتحقيق التوافق السياسي لانهاء حالة عدم الاستقرار وانعكاساتها السلبية علي الاقتصاد.