كشفت تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن تصاعد الإرهاب في افريقيا, والذي يتضح جليا في تطور الأوضاع في مالي والجزائر, دفع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي إعادة التفكير في الدور العسكري الأمريكي في افريقيا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئوليين أمريكيين أنه في الوقت الذي اعتمد فيه البيت الأبيض استراتيجية تقوم علي تخفيف الدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في افريقيا بقدر الإمكان ليتركز هذا الدور علي تدريب وتمويل الجيوش المحلية وتقديم الدعم اللوجستي والمخابراتي لها, فإن ما يحدث حاليا في مالي والجزائر وغيرها من الدول حفز الإدارة الأمريكية علي إعادة النظر في تلك الاستراتيجية بحيث يصبح الدور العسكري الأمريكي في افريقيا أكثر قوة و تأثير. وأضاف المسئولون أن التهديدات التي تشكلها الجماعات المسلحة الإسلامية في أفريقيا علي الأمن القومي الأمريكي ربما تسمح بالتدخل العسكري الأمريكي ضد تلك الجماعات في افريقيا من خلال هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار كما يحدث مع عناصر طالبان و القاعدة في كل من باكستان و اليمن. وعلي صعيد الأوضاع في مالي, طالبت فرنسا وزعماء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس القوي العالمية الأخري بالالتزام بتقديم الدعم للقوات الافريقية التي تستعد للانضمام إلي الجنود الفرنسيين الذين يخوضون بالفعل حربا ضد المتشددين الإسلاميين في مالي, وذلك في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن احتمال تأجيل نشر القوات الافريقية في مالي بسبب عدم توافر التمويلات اللازمة. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمام قمة الإيكواس المنعقدة حاليا في أبيدجان عاصمة كوت ديفوار إن القوات الفرنسية لا تنوي بأي حال أن تكون بديلا للعملية الافريقية. ومن جانبهم, حث زعماء إيكواس خلال قمتهم مجلس الأمن الدولي علي دعم قوة المجموعة إلي مالي لوجستيا وماديا.وذكر مصدر في المجموعة أن رئيس الإيكواس الحسن وتارا طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال القمة- التي حضرها الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان و13 من زعماء المجموعة الآخرين- بسرعة إظهار الدعم اللوجستي والمالي للقوة الافريقية التي تسمي( افيسما). وفي سياق متصل, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه في الوقت الذي قدمت فيه الولاياتالمتحدة يد المساعدة في نقل القوات الافريقية إلي مالي, حاولت الإدارة الأمريكية جعل فرنسا تدفع ثمن استخدام مروحيات النقل التابعة لها في هذه المهمة, في خطوة ربما لا تلقي استحسانا من جانب الحكومة الفرنسية. وعلي صعيد العمليات العسكرية علي الأرض, أعلنت حركة أنصار الدين المسلحة في مالي انها قتلت50 جنديا ماليا وضابطا فرنسيا كما أسقطت مروحيتين خلال المعارك التي تخوضها ضد الجيش المالي المدعوم بقوات فرنسية. في الوقت الذي أكد فيه شهود عيان ومصادر عسكرية بالجيش المالي أن المتمردين الإسلاميين فروا من مدينة ديابالي بوسط البلاد بعد أن تمكنت القوات الحكومية و الفرنسية من استعادة السيطرة علي المدينة.