شهدت أبيدجان أمس اجتماعاً مهماً لدراسة حيثيات نشر قوة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في مالي والمعروفة بالإيكواس لتقديم الدعم للقوات الفرنسية والمالية التي تواصل تقدمها نحو الشمال حيث تقود عملية عسكرية للقضاء علي الإسلاميين المتشددين ومقاتلي القاعدة الذين يسيطرون علي الشمال منذ أشهر. صرح ناطق باسم الإيكواس بأن المجموعة قررت التعجيل بنشر قوات تابعة لها في جمهورية مالي. وأشار إلي أن الموافقة علي نشر القوات جاءت بناء علي قرار مجلس الأمن رقم 2085 الذي صدر الشهر الماضي حول مالي بعد زيادة أعمال العنف والتطرف في الشمال. وفي ذلك الشأن. أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن قوات التدخل الأفريقية ينبغي أن تحل محل فرنسا في مالي. صرح فابيوس لدي وصوله إلي أبيدجان حيث يمثل الرئيس الفرنسي في أعمال القمة الاستثنائية للجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا "إيكواس" بشأن مالي بأن باريس اضطرت للتدخل بشكل سريع في مالي وإلا كان الوضع سيشهد تدهوراً في البلاد ولكن من المعروف أن الأفارقة هم الذين يجب أن يتولوا العمليات. وفي سياق آخر. تضاربت الأنباء بشأن الوضع في بلدة أخري هي ديابالي التي تبعد 400كم شمال العاصمة باماكو. بينما تتحصن مجموعة قريبة من تنظيم القاعدة مع رهائن تحتجزهم في الجزائر. صرحت وزارة الدفاع الفرنسية عن عدم وجود معارك في ديابالي حالياً مشيرة إلي أن هذه المدينة لم تتم استعادتها بعد. وقبيل ذلك أكد مصدر في المنطقة ما ذكرته عضو في المجلس البلدي من أن البلدة أصبحت تحت سيطرة القوات المالية. وعلي صعيد آخر. أظهر استطلاع رأي حديث في ألمانيا رفض غالبية الشعب الألماني مشاركة جيش بلادهم في مهمة عسكرية في مالي. كما أوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "إمنيد" الألماني أن 59% من الألمان يرفضون مثل هذه المشاركة. في المقابل أبدي 33% ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم لإرسال جنود ألمان لدعم فرنسا في قتالها ضد إسلاميين متشددين في مالي. أظهرت النتائج رفضاً كبيراً لهذه المشاركة بين أنصار التحالف المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل وكذلك حزب اليسار المعارض حيث وصلت نسبة الرافضين لمشاركة الجيش الألماني في مهمة عسكرية بمالي بين أنصار تحالف ميركل إلي 61% وإلي 83% بين أنصار حزب اليسار. كانت ألمانيا قد قررت إرسال طائرتي نقل لدعم القوات الفرنسية المقاتلة في مالي في وقت سابق. غير أن نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني "بوندستاج" أبدي عدم رضائه عن حجم الدعم الراهن المقدم من بلاده للعملية العسكرية الفرنسية في مالي ووصفه بأنه غير كاف. من ناحية أخري. أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية موظفيها في السفارة الأمريكية في باماكو مغادرة البلاد فوراً. حيث أصدرت الوزارة بياناً تحظر فيه الأمريكيين من التوجه إلي مالي بسبب القتال الدائر هناك لسلامة أرواحهم. كما حذرت الوزارة من الهجمات وعمليات الاختطاف للغربيين فضلاً عن نقص المواد الغذائية وفقدان الحكومة سيطرتها علي بعض المناطق.