داخل مستشفي الحوامدية التي خيم عليها الحزن إلتقت الأهرام عددا من الناجين من الموت من مصابي قطار المجندين والذين انتشروا بين حجرات المستشفي بطوابقه الثلاثة ففي الطابق الثاني التقينا سامح مخلوف(20 سنة) والحاصل علي دبلوم الصنايع والقادم من مركز اخميم بمحافظة سوهاج والذي قال انه علي الرغم من انه عائل لأسرته حيث يساعد والده العامل في الانفاق علي اشقائه الا انه اثر الا ان يؤدي الواجب الوطني عليه ويذهب الي الخدمة العسكرية وانه خرج من منزله فجر امس الاول بعد ان ودع اسرته التي لم تنم ليلتها وانتظروا حتي ودعوه في الرابعة فجرا بعد ان اوصاه والده بالحفاظ علي نفسه فهو سنده في الدنيا ودعا له بان يعود لهم بالسلامة ومع طول ساعات السفر وكثرة توقف القطار كان النوم هو تسليته في تلك الرحلة العصيبة حتي استيقظ علي هول الصدمة مشيرا الي انه فقد كل متعلقاته ولايعرف اي رقم هاتف لاحد من اقاربه ليطمأنهم عليه موضحا انهم لايعرفون عنه شيئا وكل مايتمناه ان يطمئنوا عليه. أما حسام حسن(20 سنة) والحاصل علي دبلوم تجاري فقد بدا حديثه بان ما تعرضوا له هو قدر وابتلاء وانه راض به وقال خرجت من المنزل بصحبة نجل عمي حسام محمد حيث تقدمنا الي التجنيد سويا وتم اختيارنا الي سلاح قوات الامن المركزي معا حتي نكمل المشوار معا ولم نكن نعلم ما يخبئه لنا القدر حيث اننا قمنا بتوديع اهلنا الذين طالبونا بان نحافظ علي بعضنا البعض والا نترك بعض وهذا ماحدث فلن يفرقنا الا الموت موضحا انه قبل ان يترك قريته ودع اصحابه وكانت اخر كلمات اسرته واصدقائه له هي الشهادتين وانه ليلة خروجه من منزلهم طلب من والده الارتباط بالفتاة التي يهواها قلبه ووعده بتنفيذ حلمه بعد رجوعه من أول إجازة له.