طوابير طويلة من الميكروباصات أمام محطات الوقود شهدتها شوارع القاهرة, والمحافظات خلال اليومين الاخيرين مما أدي لزحام في الشوارع وتعطيل لحركة المرور أيضا البنزين عانت المحطات نقصه وعادت الصفوف الممتدة من السيارات لتقف علي المحطات في انتظار التزود به.. من الواضح أن أزمة الوقود سواد البنزين خاصة أو السولار ستظل عرضا مستمرا نعانيه.. فالحلول كما هو واضح غير كافية, ومنظومة التداول للوقود بها جوانب سلبية عديدة رغم الحديث عن البطاقات الذكية وتنظيم عمليات التداول.. فالمشكلة تراوح في مكانها والحلول الجذرية مازالت غائبة. تحقيقات( الأهرام) رصدت الازمة الجديدة التي يعانيها السائقون, وأصحاب السيارات المختلفة. محمد علي سائق ميكروباص أكد لنا أنه انتظر منذ السابعة صباح أمس امام احدي محطات الوقود لحين صلاة الظهر وهو ما يقرب من5 ساعات مما ضيع عليه أجرة دورتين أو ثلاثة, وبما يعادل70 جنيها للدور الواحد وبعد الطابور الذي ظللت فيه لايمكنني أن أعمل كما يقول أكثر من دورين تقريبا وتساءل من أين سأوفر أقساط السيارة, ومصاريف أبنائي؟! ويضيف علي حسين سائق نعاني منذ فترة نقص السولار ولانعلم سبب الأزمة فمن الممكن ان تكون سيارات النقل الثقيل أحد الاسباب خاصة انها تستهلك كميات كبيرة من السولار فحمولة السيارة الواحة تصل1000 لتر. أما محمود حسانين سائق فيطالب بحلول جذرية للقضاء علي تلك الازمة من خلال تفعيل دور مفتشي التموين للتصدي لمهربي السولار والعمل علي تنظيم طوابير المحطات منعا لحدوث الاشتباكات داخل المحطات. ويري أحمد عميرة سائق ان بعض أصحاب المحطات ليس لديهم ضمير فيقومون برفع سعر السولار أو تخزينه لتهريبه وبيعه في السوق السوداء بأسعار عالية. ويطالب محمد السيد سائق بتحديد محطات وقود تختص كل واحدة منها بتموين نوعية محددة من السيارات بالاضافة إلي منع البيع في الجراكن حتي لاتباع في السوق السوداء وتقع فريسة لضعاف الضمائر. ويؤكد عادل حسين سائق بعد الانتظار لساعات طويلة يوميا للوصول إلي طرنبة البنزين كثيرا ما يقابلني العامل بجملة لقد نفذ الوقود من المحطة لذلك عند قيامي برفع تعريفة الاجرة لاتلومني فمن اين أعوض خسارتي؟! فكما أعاني سيعاني المواطن في الاجرة. ويضيف سائق سيارة نصف نقل خاصة بأحدي الشركات ننتظر أنا وزملائي طويلا أمام محطات الوقود مما يقلل عدد دورات الحمولة من خمسة إلي اثنتين يوميا مما يحمل الشركة الكثير من الخسائر, ونحن ندفع الثمن من قلة في الاجور وعدم وجود اضافي أو علاوات تساعدنا في غلاء المعيشة. ومن ناحية أخري اجمع العديد من الركاب ان المشكلة هنا في الاستغلال الذي لايجد رادعا وتضاعف الاجرة يوما بعد يوم من يوقفها واذا سألنا السائق يكرر لنا عبارة( الوقود سعره ولع) فماذنبنا بزيادة عبئا اضافيا وهو المواصلات التي نستقلها يوميا سواء في الذهاب للعمل أو التوجه للمستشفي أو الجهات الحكومية لقضاء مصالح. كذلك رصدت تحقيقات الاهرام معاناة وسكان العقارات المقيمين بالقرب من محطات الوقود من سماع الشتائم والسباب التي يتبادلها السائقون يوميا بالاضافة إلي العراك الدائم والمشاجرات بسبب الدور وامتداد الطوابير طويلا مما يضاعف الازمة المرورية. ويؤكد علي شلبي موظف أن عدم الاستقرار السياسي هو السبب الرئيسي في المشكلة, والتي لن تنتهي إلا بحدوث استقرار سياسي يؤدي إلي استقرار امني واقتصادي. ويرجع صاحب إحدي محطات الوقود سبب الأزمة إلي ان متوسط الاستهلاك اليومي للسولار أكبر من الحصة نفسها وهذا يعني ان الوارد من الوقود أقل من معدل الاستهلاك اليومي مما يعرضنا للكثير من المشاجرات والمشادات بين السائقين وعمال المحطة فنحن في مسلسل يومي من المشاجرات ولانعلم متي تنتهي. وتتسبب الأزمة في شلل مروري كامل بالشوارع التي توجد بها محطات تموين الوقود بسبب تكدس السيارات وتسبب الزحام علي السولار في الكثير من المشاحنات والاشتباكات بين سائقي الميكروباص بالجيزة التي توقفت فيها الشوارع خاصة بشارعي التحرير والبحر الأعظم. وزارة البترول من جانبها اعتبرت أن سوء الأحوال الجوية هو سبب الأزمة وأن الاعتمادات المالية متوافرة لسد نسبة العجز التي يتم استيرادها من الخارج وأن المشكلة في طريقها للحل وأنها لاترتقي الي أن تصبح أزمة. من ناحية أخري كشف مصدر بوزارة البترول رفض ذكر اسمه أن الوزارة تتحمل مسئولية هذه الأزمة, حيث إن الأرصاد الجوية أعلنت عنها قبل قدومها بأسبوع وهذه المدة كانت كافية لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الأزمة. أضاف المصدر أن احتياطي السولار الموجود حاليا لايكفي لعدة أيام وأن الحل في وصول السفن التي تحمل السولار إلي المواني بأقصي سرعة. أزمة السولار ألقت بظلالها علي حركة المرور بالقاهرة الكبري وتوقفت حركة السير تماما في عدد من الشوارع خاصة مناطق مدينة نصر وعين شمس والدقي والمهندسين والهرم. اللواء أحمد حوالة مدير مرور الجيزة اعتبر أن أزمة السولار أثرت تماما علي الحركة المرور بالجيزة وتسببت في تعطل الحركة تماما بشارعي التحرير والبحر الأعظم بنسبة051%, أضاف مدير المرور: أما الزحام الشديد فلم نجد أمامنا سوي ترك تنظيم حركة المرور والتفرغ للاشراف علي تنظيم الحصول علي السولار داخل محطات التموين التي شهدت اشتباكات في أكثر من محطة بين السائقين بسبب طول فترة الانتظار. وشدد اللواء أحمد حوالة أنه تواجهنا مشكلة داخل المحطات بعد انتهاء كميات السولار, حيث يرفض السائقون مغادرة المكان والانتظار حتي تأتي كميات أخري مما يتسبب في الكثير من المشكلات التي لا نعتبر طرفا فيها, فالمسئول عنها وزارة البترول ونتحمل نحن أضرارها. الأزمة لم تقتصر علي القاهرة الكبري فقط, بل امتدت إلي المحافظات. المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة أكد أنه خلال موجة سوء الأحوال الجوية التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية كانت توجد مشكلة في الحصول علي السولار ولكنها لم تصل إلي الأزمة. وحاليا الأمور بدأت تعود إلي طبيعتها ولا يتجاوز انتظار صاحب السيارة للحصول علي الوقود أكثر من نصف الساعة. أضاف محافظ البحيرة أن البعض يحاول أن يصور أن الأزمة تقضي علي الأخضر واليابس وأننا نمر بظروف صعبة علي الرغم من أنها أزمة عابرة.