علاء عبدالله : يعيش بدو الدلتا أو االعرب الرحل كما يطلقون علي أنفسهم حياة الترحال من قرية الي أخري ومن مركز الي أخر ومن محافظة الي أخري بوسط الدلتا أو علي مستوي الجمهورية. وكذلك من مرعي لمرعي, ومن أرض لأرض, يجوبون حاليا قري مراكز محافظة كفر الشيخ العشر, ويمتلكون ثروة طائلة من الأغنام والماعز والأبقار التي تعتمد عليها الدولة في توفير اللحوم حيث يقومون بمد الأسواق بكميات كبيرة من هذه الحيوانات التي يتم بيعها في أسواق الماشية الأسبوعية بالمراكز والقري المختلفة, ولكن الدولة في المقابل لا ترعي مصالحهم فليس لهم حقوق في ظل النظام السابق أو حتي بعد ثورة25 ينايرأو في النظام الحالي, وهم أيضا لم يطالبوا بهذة الحقوق من قبل ولم يتظاهروا للحصول علي أي مكاسب علي الإطلاق كغيرهم من المواطنين ولم يشعر بهم أحد من قبل, وعندما نفقت الكثير من مواشيهم خلال فترة ظهور مرض الحمي القلاعية العام الماضي ولم يتم تعويضهم عن هذة الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها ويطالبون بتحصين مواشيهم والمسئولون بالطب البيطري لن يحصنوها لكثرتها وترحالهم من مكان لآخر, حيث لا يعرف لهم عنوان ثابت, توجهنا اليهم داخل الأراضي الزراعية الواقعة علي طريق كفرالشيخ طنطا في نطاق قرية القرضا التابعة لمركز كفرالشيخ للاستماع اليهم والتعرف علي مشاكلهم يقول عبد العزيز محمود أبو دهب نحن كعرب رحل نجوب القري بحثا عن مراع لمواشينا والتي نملك منها الكثير ونحن نربي المواشي المنتجة والتي نبيعها للتجار والجزارين لتوفير اللحوم للأسواق المصرية في كافة المحافظات, وننتقل من قرية لأخري لنشتري النباتات المتبقية في الأرض عقب الحصاد أو جمع القطن لتأكل الحيوانات ما يوجد في الأرض من نباتات, ونحن نساهم في المحافظة علي البيئة فنشتري قش الأرز وغيره بدلا من حرقه لتأكله مواشينا وشراؤنا للنباتات حسب حالة الأرض, وغالبا ندفع ما بين50 جنيها إلي150 جنيها ثمن ما يوجد في الأرض. وأشار أبو دهب الي أنهم يتحملون السير علي الأقدام أياما وأسابيع وشهورا بالمواشي لننتقل من قرية لقرية ومن مركز لمركز ومن محافظة لأخري والدولة لا تقدم لنا أي خدمات.. فحياتنا في الخيام والتي نسميها منزلا ونستخدم االكانونب في طهي طعامنا وأولادنا تحرم من التعليم لأن حياتنا حياة الترحال, ومنهم من يتعلم لسنوات محددة ليتحمل أعباء مهنتنا التي لا نجيد مهنة غيرها, ولم نستفد من أي خدمات أقامتها الدولة بمليارات الجنيهات, وأضاف علي جابر من االبدو الرحل أن الحمي القلاعية قد أصابت عددا كبيرا من الماشية وقضت علي مواش كثيرة لديهم العام الماضي والدولة لم تهتم بنا ولم تعوضنا عن المواشي التي نفقت بسبب هذا المرض اللعين وطالبنا المسئولين عدة مرات بصرف تعويضات ولا حياة لمن تنادي ولم نصرف مليما واحدا من الدولة, مشيرا الي أن ما نطالب به الدولة هو تحصين مواشينا من الأمراض المتعددة ولكن المسئولين في الطب البيطري بكفر الشيخ يرفضون تحصين مواشينا ضد الأمراض ومواشينا ثروة قومية فلماذا تهدرها الدولة أم أننا لسنا مواطنين كبقية المواطنين العاديين الذين يستفيدون من دعم الدولة ومرافقها ويحصلون علي الشقق والخدمات الاخري العديدة ونحن محرومون من جميع الخدمات. وأكد إبراهيم عوف من البدو الرحل أننا لا نحصل علي علاج من الدولة لأنفسنا وعندما يتعرض أحد منا للمرض سواء, من الكبار أو الاطفال نقوم بالتوجة الي الطبيب الخاص في عيادته سواء بالمدينة أو القرية التي نكون في زمامها ونقوم بصرف العلاج من الصيدليات الخارجية أو الاعتماد علي الأعشاب والادوية البديلة للطب الشعبي. نساء البدو الرحل لايتحدثون الي أحد من الأغراب علي حد قولهم, وتقوم النساء بمشاركة الرجال في كافة الأعمال, بالإضافة لطهي الطعام وحلب الماشية وإعداد الجبن الابيض وبيعه وبيع الحليب والقشطة في الاسواق كما تقوم بحياكة ملابسها بنفسها بطريقة معينة, ويقوم الرجال بحراسة الماشية ليلا وتوفير المأكل لهذه الماشية ونصب الخيام التي يقيمون فيها وحملها من مكان الي آخر وحياتهم أشبه بحياة العصور الوسطي إن لم تكن العصور البدائية الأولي ويعتمدون علي الطبيعة في كل شيء. هل تهتم الدولة بهؤلاء المواطنين لانهم ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية ولهم حقوق المواطن العادي لانهم يشاركون في عملية التنمية بطريقتهم الخاصة عن طريق تربية قطعان الماشية والماغز والأغنام, فهل من مجيب؟.