فجأة تحول الإعلام في عدد كبير من الدول العربية إلي متهم من جانب أطراف ونظم سياسية مختلفة بأنه السبب في أي مشكلة تثار. وفي دول الخليج تكتسب تلك القضية بعدا آخر يتعلق بطبيعة المجتمعات المحافظة بتلك الدول والدور الكبير الذي تلعبه الصحف الخاصة هناك, لذا يكتسب المشروع الإعلامي الذي يطرحه الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام العماني الذي يزور مؤسسة الأهرام غدا أهمية خاصة, حيث يهدف لأن يكون للصحف دورمهم في النهضة التي تعيشها سلطنة عمان في عهد السلطان قابوس بن سعيد, ويدعو الصحف العمانية الخاصة إلي أن تمارس حقها في نقد ممارسات وسلوكيات الحكومة, بل أن تكون لديها الشجاعة لمحاربة الفساد عندما تتوافر لديها الأدلة. وبعد مسيرة طويلة من الممارسات الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السلطنة, يري الدكتور الحسني أن هذه المرحلة تحتاج إلي دور إعلامي رقابي مواز, مستفيدا من مساحة الحرية التي تتيحها القوانين العمانية, مع عدم المساس بثوابت السياسة الإعلامية التي تتمثل في عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري, وعدم إثارة النعرات القبلية والمذهبية, والطائفية, أو إهانة الديانات السماوية. فالرجل الحاصل علي درجة الدكتوراه في إدارة المؤسسات الصحفية من المملكة المتحدة, والفنان صاحب الخبرة العريقة في التصوير الضوئي, لديه عدة دراسات عن قراءة الصورة الضوئية وتحليل الصورة من خلال مضمون العمل الفني والمعاني الإشارية والإيحائية التي يمكن أن تقدمها للمتلقي, إلي جانب القراءة الصحفية والتأثير بين الفنان والمتلقي, واعتقد أن هذه الخبرة هي التي أهلته لقراءة صورة المجتمع العماني بشكل صحيح, فجاء بنظرة جديدة لإستراتيجية الإعلام وكافة وسائل الاتصال, تعتمد علي المساهمة الإيجابية الفعالة في عمليات التطور والإصلاح التي تشهدها السلطنة الآن. وهي الصورة التي يعبر عنها دائما هنا في القاهرة السفير الشيخ خليفة بن علي بن عيسي الحارثي سفير سلطنة عمان لدي مصر ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية. المزيد من أعمدة فتحي محمود