باحثون مصريون بجامعتي سيدني وعين شمس يبنون

نموذجا حوسبيا لأعراض ما قبل الزهايمر

استطاعت برمجيات الحاسب أن تكسر الحواجز التقليدية لها فلم يعد استخدامها قاصرا علي تصفح الإنترنت وتحرير المستندات أو تعديل الصور أو عمل مقاطع الفيديو‏,‏ وأحدثت البرمجيات ثورة جديدة في كل مجال من المجالات‏. وفي العلوم بالأخص ساهمت برمجيات المحاكاة في تطور أبحاث الفضاء والفلك, وفي محاكاة البيئة والزلازل وتوقع ظروف المناخ المختلفة, وعندما التحمت برمجيات الحاسب بطب المخ والأعصاب ظهر علم جديد اسمه الحوسبة العصبيةComputationalNeuroscience التي تعتمد علي توظيف برمجيات الحاسب في إجراء الدراسات والأبحاث علي المصابين بالأمراض النفسية والعصبية
أنفق أحمد عبد الحليم مصطفي وهو شاب مصري تخرج في كلية العلوم جامعة القاهرة عام1998 بقسم الرياضيات وعلوم الحاسب عشر سنوات من عمره في دراسة علوم المخ والأعصاب في جامعات لويزيانا وأريزونا وروتجرز, ويعمل حاليا أستاذا مساعدا للعلوم العصبية السلوكية والإدراكية في جامعة سيدني الغربية, ويشرف علي معمل في الجامعة مخصص لإجراء الأبحاث والدراسات علي المخ والأعصاب باستخدام الحوسبة العصبية.
أشاد أحمد عبد الحليم بالتعاون المشترك الذي أجراه مع باحثتين في قسم الأمراض النفسية بكلية الطب في جامعة عين شمس هما الدكتورة عبير عيسي والدكتورة دعاء هويدي, حيث نشروا معا ورقة بحثية في الدوريات العالمية تعتمد علي استخدام الحوسبة العصبية وبناء نموذج حاسوبي للعلاقة بين مستويات الهوموسيستين( وهو حمض أميني طبيعي يوجد في الخلايا والبلازما) عند المصابين بمرضي الاعتلال الإدراكي الخفيف( وهي الأعراض التي تسبق مرض الزهايمر) وأخطاء التعميم والتعلم, وهي من أوائل الدراسات العلمية في هذا الصدد. بل إن هناك تعاونا مشتركا في ثلاث أوراق بحثية أخري سيتم نشرها قريبا في الدوريات العالمية.
حول مفهوم الحوسبة العصبية أكد الباحث أحمد عبد الحليم أنه بالإمكان عمل برامج حاسوبية تحاكي وظائف المخ, وهذا المجال واعد جدا وتهتم به العديد من الدول مثل بريطانيا وأمريكا وأستراليا والهند, وقد خصص المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة مبالغ كبيرة لتمويل أبحاث حوسبة علوم المخ والأعصاب, كما تقوم الهند بجهد بارز أيضا في هذا المجال فهو لا يحتاج إلي تكاليف كبيرة ويمكن البدء فيه بسهولة.
يتمني أحمد عبد الحليم أن تقوم مصر بدور بارز وتهتم بتطوير قدراتها في مجال الحوسبة العصبية خاصة أن مصر لديها المبرمجون والباحثون الأكفاء ولا يحتاج الأمر سوي رؤية وبدء التنفيذ, ويحلم بأن تقوم إحدي الجامعات المصرية بإنشاء معمل بحثي لاستخدام الحوسبة العصبية في دراسة أمراض المخ والأعصاب وعبر عن استعداده للتعاون مع أي جامعة مصرية من أجل تطوير الأبحاث المصرية في هذا التخصص الواعد, وقال إنه يبحث حاليا عن باحثين مصريين جادين من أجل التعاون في إعداد أبحاث عالمية حول الأمراض العصبية باستخدام النماذج الحاسوبية.
وعن أهمية الحوسبة العصبية يقول أحمد عبد الحليم: يمكن استخدام الحوسبة العصبية في توجيه الأطباء لاختيار الدواء المناسب حسب درجة الأمراض النفسية والعصبية, كما يساعد شركات الأدوية علي تعديل فعالية الأدوية ومواصفاتها حسب كل درجة أو حتي اختراع أدوية جديدة لكل درجة بدلا من اختراع دواء لعلاج كل درجات المرض.