الدكتور.. لقب يطلق علي كل من يحصل علي أعلي الدرجات العلمية, وهو يعرف اصطلاحا عند العامة بالطبيب الذي يداوي الجراح ويخفف الآلام, ولذلك عندما نطلق لقب الدكتور علي النجم الكبير يحيي الفخراني فإن ذلك يعد تعبيرا واقعيا عن حالته الشعورية والوجدانية. ليس لأنه في الأصل طبيبا ولكن لأنه يمارس فن علاج أعقد القضايا الاجتماعية والنفسية في حياة الناس بالتجسيد الدرامي الحي, ومن هنا اختارته الجماهير نجما معبرا عن أحلامها وطموحاتها, وأصبح صاحب لقب الدكتور جديرا به, باعتباره حقق أعلي درجات التفوق في الأداء واستطاع ببراعة وقدرة فائفة التميز في أداء شخصيات كثيرة تعد علامات بارزة في تاريخ الفن العربي, وفي نفس الوقت حافظ علي رصيده الكبير في القلوب باختياراته ذات القيم الإنسانية والحياتية التي جعلتنا نلتف حولها في البيوت والمقاهي وننتظرها في شغف وحب. المكانة الكبيرة التي حازها الدكتور يحي الفخراني في قلوب وعقول ووجدان المصريين والعرب تحققت عبر مشوار من الأعمال الرائعة في الدراما والسينما والمسرح, ومنها سينمائيا خرج ولم يعد- حب في الزنزانة- أرض الأحلام- عودة مواطن- إعدام ميت وفي الدراما ليالي الحلمية- زيزينيا- نصف ربيع الآخر- عباس الأبيض- شرف فتح الباب- الليل وآخره- يتربي في عزو- شيخ العرب همام, أما في رمضان الماضي فقد كان الفخراني علي موعد مع عمل جاء بطعم خبرة السنوات وفكر الانسان ورسالة الفنان الوطني عبر مسلسل الخواجة عبد القادر الذي نال به جائزة أحسن ممثل بحسب استفتاء الأهرام الكبير في رمضان2012 ليتوج كل هذه الأعمال وغيرها بتاج التفوق, ويجعل من اسمه مرادفا للجودة والجدية والتألق. والواقع أن الخواجة عبد القادر كان بمثابة حاله فنية خاصة, علي مستوي الشخصية والموضوع, إضافه إلي الظرف السياسي وما يكتنفه من غيوم شابت المشهد المصري من خلال هؤلاء الباحثين عن شهرة بالعزف علي أوتار التشدد والانفلات الفقهي الذي يفضي أحيانا للتطرف و يخاصم صفاء ونقاء الثوب الإسلامي في جل تعاليمه السمحة, ومن هنا أدرك الدكتور الفخراني أن تقديم هذا العمل الدرامي في هذا الوقت يمثل تحديا جديدا علي ما يملك من موهبه وقدرة علي الأداء ببراعة في كل مشهد وجملة وحركة وحتي إيماءة بطرف عين, ولهذا نال في استفتاء الأهرام الجماهيري لقب أحسن ممثل بجدارة من بين جموع النجوم التي تلألأت في رمضان2012, ولعله إجماع لانتصار وسطية التدين والمحبه والتصوف علي حساب التطرف. وفي مناسبة فوزه بجائزة أفضل ممثل سألته ودون مواربه: ألا يعد ذلك انحيازا من جانب الجمهور المصري لك, وأن اختيارك الأفضل هو في حد ذاته أبلغ رد علي أصحاب التطرف بالفكر والفعل, وانتصارأيضا للفن ونجومه خاصة إذا كان الاختيار من جانب الجمهور الذي يرفض عبارات التشدد التي تلاحق الآذان بفعل حناجر محترفي التخويف باسم الدين, فأجاب بقوله: محدش يقدر يمنع الغريزة التي خلقها الله فينا, فالفنون غريزة ولا أخفيك سرا عندما عرض المسلسل كنت أتضايق من كثرة الإعلانات, ولكني علمت فيما بعد أن كثرة الإعلانات معناه أن هناك نسبة مشاهدة كبير والحمد لله, ونحن بطبيعتنا كشعب مصري متدين وخجول وأخلاقي, ولهذا لا خوف علي الفنون والإبداع عموما, ولكن يبقي خوفي وقلقي الأساسي علي مصر جراء كثرة الكذب السياسي, فلم أعد أصدق شييء, ولكن بإذن الله مصر محفوظة من كل المخاطر. وأضاف الفخراني: التدين فطرة, ولقد تشربت تعاليم الإسلام من أبي,وهو الذي أحببنا في الدين وفعل الخير دون إجبار أو إكراه وقهر. سألته أيضا: هل تقديمك لمسلسل الخواجة عبد القادر يعني أن لك علاقة بالصوفية؟ فأجاب:كان بداخلي هم وقلق حول مايسمي ب الإسلام المستورد, وهو موضوع ظل يشغلني طويلا, وحتي عندما عرض علي الكاتب عبد الرحيم كمال ملخص المسلسل قبل أربع سنوات أثناء تصوير مسلسل شيخ العرب همام قلت له وقتها أنه لا يناسبني ويناسب من هو أصغر مني سنا, فقد شعرت يومها أنه مجرد قصة حب عاطفية, وأعدت النظر بعد فترة وهو ما تزامن مع تحضيره للمسلسل فقررت أن أقدمه, من زاوية أنه عمل في جوهره ذلك الحب الذي يظهر سماحة الإسلام والتدين الوسطي الذي تربينا عليه, وهو ماصادف الهم الذي كان يشغلني فجاء عليهوايا فضلا عن رسالته المهمه في مواجهة التطرف. وعن قيمة وجدوي الجوائز قال الفخراني: هناك ثلاثة أنواع من الجوائز, أولها جوائز المهرجانات التي تمنح عادة من متخصصين, وثانيها جوائز الجمهور التي تأتي عبر الاستفتاءات وهي مهمة وتسعدني وتسعد كل فنان بلاشك, ولكن بالنسبة لي فأميل أكثر للنوع الثالث من الجوائز وهو إعجاب الناس بالعمل ذاته,أقصد إسعاد الجمهور خصوصا عندما يعرض في كل مرة, فالعمل الحلو واستمرار نجاحه بالنسبة لي هو الأهم والأبقي.