يعد محصول المانجو من المحاصيل المهمة والاستراتيجية التي اشتهرت بها محافظة الإسماعيلية دون غيرها من المحافظات الأخري وذلك بسبب المذاق اللذيذ الذي يتمتع به انتاج أراضي المحافظة.. إلا أن المحصول أصبح في طريقه إلي التدهور والتراجع بسبب العديد من الأسباب. منها ذبابتا الخوخ والفاكهة والتي أدت إلي تلف اجزاء لايستهان بها من المحصول, بالإضافة إلي غياب دور الجمعيات الزراعية في نوعية المزارعين من مخاطرها, فضلا عن موجة الصقيع التي ضربت المزارع العام الماضي وأدت إلي جفاف الأشجار, وقيام بنك التنمية والائتمان الزراعي برفع نسبة الفائدة علي المزارعين واجبارهم علي الحصول علي الأسمدة مرتفعة الثمن من البنك. وقد ادت كل هذه العوامل إلي قيام لجنة الزراعة بالمجلس المحلي لمركز الإسماعيلية بمناقشة الأسباب التي أدت إلي تدهور محصول المانجو هذا العام وخرجت اللجنة بالعديد من التوصيات كان من أبرزها ضرورة تدخل مسئولي الزراعة بالمحافظة لحل تلك الأزمات التي حالت دون إنتاج محصول مهم وحيوي بنفس انتاج الإعوام السابقة. يقول علي عبدالمحسنمزارع وصاحب مزرعة مانجو ان تدهور الإنتاج جاء بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات المستخدمة في الزراعة نظرا لعدم وجود دعم كاف لها من قبل وزارة الزراعة فضلا عن عدم كفاية ما توفره الوزارة من مبيدات وأسمدة مما أدي إلي اللجوء إلي السوق السوداء أو القطاع الخاص والذي يبيع بأسعار تصل إلي الضعف في غياب الرقابة اللازمة وهو ما أدي إلي ارتفاع تكلفة إنتاج المانجو. ويلتقظ أحمد السيد مزارع طرف الحديث ويؤكد أن من أسباب تدهور انتاج هذا الموسم العوامل المناخية الصعبة التي مرت بها الإسماعيلية خلال شتاء العام الماضي والمتمثلة في موجة الصقيع التي ضربت الأشجار وأدت إلي جفافها, وهو الأمر الذي أدي بدوره إلي توقف نمو المحصول واضطرار المزارعين إلي قطع الأجزاء والفروع التي تعرضت للجفاف حتي لا تموت الشجرة بكاملها وهو ما يعني أن الشجرة أمامها عامان علي الأقل حتي تعود إلي إنتاج نفس المحصول التي كانت تعطيه قبل موجة الصقيع. ويؤكد محمد سلمي السيد مزارع ان من الأسباب الأخري التي أدت إلي تدهور الإنتاج التزهير المبكر الذي تعاني منه المحافظة هذا العام والذي يهدد بالفعل الإنتاج وجودته حيث نجد أن أشجار المانجو بدأت في التزهير بصورة مبكرة للغاية عن التوقيت المعتاد وهو ما أدي إلي إنتاج ثمار مانجو صغيرة الحجم وغير مكتملة النضج مثل مثيلاتها التي تبدأ التزهير في الوقت المعتاد وهو ما يدفع المزارعين إلي الرش بالمبيدات لمكافحة هذه الظاهرة ويطالب وزير الزراعة بسرعة التدخل لايقاف استخدام المبيدات التي تسرع من انضاج المانجو وجعل قشرتها صفراء من الخارج في حين أنها مازالت بيضاء من الداخل وذات طعم مالح للغاية. ويطالب محمد إسماعيل الشوربجي عضو مجلس محلي مركز الإسماعيلية بضرورة وضع برنامج زمني محدد لرش المحصول علي مستوي المحافظة بجانب عقد دورات تدريب وتوعية للمزارعين بغرض الوقاية من مرض الذبابة من خلال الجمعيات الزراعية ومراكز الدعم الإعلامي. ويؤكد ياسر دهشان عضو المجلس المحلي لمركز الإسماعيلية أن موجة الصقيع الشديدة التي ضربت مزارع المانجو والخضراوات خلال العام الماضي أدت إلي ارتفاع مديونية مزارعي المانجو وهو ما أدي إلي تراجع محصول هذا العام, ويشير إلي أنه بالرغم من إجراء معاينة من قبل مديرية الزراعة لتحديد خسائر كل مزرعة علي حدة وتسوية جميع المديونيات لدي بنك التنمية والائتمان الزراعي بفائدة قدرت في ذلك الوقت بنحو5,5% إلا أن البنك قام بتجديد هذه المديونية بفائدة قدرها11% أي ضعف المتفق عليه مع المزارعين بجانب اجبار المزارعين علي شراء الأسمدة من البنك بأسعار تزيد بكثير علي مثيلاتها بالأسواق والقطاع الخاص فضلا عن غياب الدعم المقدم للفلاحين سواء من الناحية المادية أو العلمية أو التسويقية, ويشير إلي تراجع الدور الرقابي الذي من المفترض أن تقوم به الجهات المعنية وهو ما أدي إلي رواج المبيدات التي تساعد علي سرعة نضج الثمار خارجيا ومنحها شكلا ذهبيا يخدع المشترين علي الرغم من أنها مازالت غير مكتملة النضج وهو ما أدي إلي ضرب سوق المانجو ورواج ثمار غير صالحة والتأثير علي سعر المحصول والمزارعين الملتزمين. في المقابل يؤكد المهندس محمد البعلي مدير عام الزراعة بالإسماعيلية أن المانجو الإسماعيلاوي بخير وأن ما يتردد عن تدهور الإنتاج غير صحيح ويشير إلي أن المانجو من المحاصيل التي تتأثر بصورة كبيرة بالعوامل الجوية والتغيرات المناخية المفاجئة مثل موجة الصقيع التي داهمت المحصول الشتاء قبل الماضي وكلها عوامل خارجة عن الإرادة لا يمكن التحكم فيها ومن الظلم أن تتحملها مديرية الزراعة ويشير إلي أن المبيدات التي يستخدمها المزارعون غير مضرة بالصحة ولا تسبب الأمراض السرطانية كما أشيع في الفترة الأخيرة.