"انا اللى قتلت الاثنين معز مالوش دعوة " كانت هذه أولى كلمات محمد عبد الغفار(43سنة ) المتهم الأول في قضية مقتل رمضان عوض الله حسن، مدير مدرسة الوحدة الابتدائية "بالزينية" ، وإبراهيم محمود إبراهيم، فني معامل بالمدرسة. عند بداية مواجهتهم بالواقعة أمام أحمد المينى وكيل النيابة في التحقيقات التي تجرى بإشراف أحمد الشنوانى مدير نيابة الأقصر بناء على تعليمات المستشار محمد فهمى المحامى العام لنيابات الأقصر حيث أستمرت التحقيقات 7 ساعات متواصلة . فقد عاد محمد عبد الغفار المتهم الأول وأنكر كل اعترافه أثناء التحقيق الفردي معه وقال "لم أكن متواجد في المدرسة ولم أكن في الأقصر بأكملها وقت ارتكاب الحادث "
في الوقت الذي أعترف فيه معز عبد الغفار(50 سنة ) بارتكاب شقيقه للواقعة وسرد للنيابة التفاصيل الكاملة لعملية القتل قائلا بداية الأمر يعود إلى يوم الخميس قبل الماضي السابق لارتكاب الواقعة عندما جاء له شقيقه محمد وأخبره أن أبنه يتم الاعتداء الجنسي عليه من أحد المدرسين بالمدرسة وهو إبراهيم المجني عليه الثانى وأنه بعد ان لاحظ تصرفات غريبة على أبنه ذهب به إلى طبيب مع والدة الطفل وأخبره الطبيب أن أبنه تعرض لعملية اعتداء جنسى أكثر من مرة وقام الطبيب بإعادة ثمن الكشف له مرة أخرى "
ويستكمل معز أن شقيقه كان فى حالة غضب شديدة فطلب منه الهدوء واتفقا على ان يذهبا إلى مكتب مدير دار الإفتاء فى الأقصر لسؤاله عن حكم الشرع فى المدرس الذى قام بالاعتداء على أبنهم ، وبالفعل ذهبا ولكن الشيوخ رفضوا إعطائهما فتوى فى ذلك الأمر إلا إذا كان معهما من النيابة ما يفيد بوقوع هذه الجريمة وهو الأمر الذى جعل المتهمين يقومان بتقديم شكوى إلى النيابة يوم الأحد قبل ارتكاب الجريمة والتي تم التحقيق فيها بالفعل فى نفس يوم تقديمها .
وبالفعل تم إحالة الطفل إلى الطبيب الشرعي الذي قام بالكشف عليه يوم الأثنين وحاول المتهمين معرفة نتيجة الكشف من الطبيب إلا أنه رفض وقال لهم نتيجة الكشف ستصل إلى النيابة ويمكنكم معرفتها من هناك .
ويكمل معز أنهم قرارا الذهاب للحديث مع مدير المدرسة لحل المشكلة وقال " أنا شخصية عامة فى البلد واستعد لخوض انتخابات الشعب القادمة وأريد أن اجعل لي أرضية في البلد فكان لابد أن نذهب للحديث مع مدير المدرسة بهدوء ".
ويضيف اتفقت مع شقيقى أن نذهب إلى المدرسة فى الصباح وقمت بأخذ علبة " شيكولاته " معى للمدرسين وعندما شاهدها محمد قال لى "كمان واخدلهم شيكولاته "فرد عليه "إحنا رايحين نتكلم مش نتخانق " .
يستكلم المتهم الثانى لم أكن أعلم أي شيء عن وجود سكين مع أخي وعن نيته للقتل
وعندما دخلنا للمدرسة توجهنا إلى المدير وطلبنا منه ان نتحدث فى موضوع شخصى على أنفراد وبعد أنصراف مدرسين كانا بصحبة المدير فى مكتبه طلبنا منه أن يكون الكلام فى حضور فنى المعمل إبراهيم فقام المدير بالأتصال وبالفعل جاء ولكن حجرة المدير كانت مفتوحة فطلبنا من المدير أن نذهب إلى مكان مغلق حتى نتحدث بحرية ولا يسمعنا أحد ، فذهبنا إلى حجرة معمل الحاسب الآلى المغطاة بستائر وعندما دخل مدير المدرسة وعامل المعمل اعطيناهم الشكوى المقدمة للنيابة وبمواجهة إبراهيم أعترف بإرتكابه للواقعة قائلا " أيوه أنا عملت كده " فصعق المدير من رد إبراهيم وشعر بالذهول قائلا " أنا كنت حاسس " .
فما أن سمع محمد هذه الكلمة حتى ثار قائلا له " كنت حاسس وسايبنى " وفوجئت بشقيقى يخرج بسكاكين مش عارف بتطلع من فين ويذبحهم " .
يستكمل المتهم الثانى " بعد أن شاهدت الدماء لم اشعر بأى شىء وقلت لشقيقى ماذا تفعل فرد " هتسكت ولا أخليك ثالثهم "
يستكمل المتهم الثانى عندما رأيت الدماء شعرت أن كل ما صنعته فى حياتي راح ومستقبلي راح شقيقي محمد رغم ضخامة جسده إلا أنه يحمل قلب طفل صغير وعندما يغضب لا يشعر بشيء وهو لديه خبرة فى الجزارة فهو الذى يقوم بذبح الأضاحي للعائلة والجيران فى عيد الأضحى مجانا بدون اى مقابل " .
بعد ان انتهى محمد خرجنا من بابا المدرسة وركبنا التاكسى الذى يمتلكه شقيقى وكل ما أفكر فيه وقتها أن أهرب من الأقصر فلن أستطيع مواجهة اى شخص ، توجهت وشقيقى إلى القاهرة عبر الطريق الصحراوى ، هربت رغم أننى لم أقتل أحدا وعندما وصلنا للقاهرة قلت لشقيقى " أنت من طريق وانا من طريق وانفصلنا عن بعضنا " . المتهم الأول محمد فى التحقيقات كان يبدو عليه الهدوء وأنه يشعر بالفخر لانتقامه لشرفة وقال انه يستطيع الأن أن يموت وهو مرتاح البال ، كان يبدو عليه التأثر كلما ذُكر موضوع التعدي على ابنه الصغير ذو الست سنوات ، أما معز الأخ الأكبر فعبر عن استيائه الشديد لعدم وجود أمن بالمدرسة وأن المدرسة مفتوحة من كل مكان وقال " لو كان فيه أمن كانوا عرفوا أن اخويا معاه سكينه وكانوا خدوها منه على الباب وماكنش حصل اللى حصل " .
هذا وبعد أن استمعت النيابة إلى أقوالهم أمرت بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات فيما صرح مصدر أمنى أنه ربما يكون من الصعب قيام المتهمين بتمثيل الجريمة نظرا لوجود حالة استنفار أمنى فى القرية محل الواقعة بعد رفض أهالي المجني عليهما تقبل واجب العزاء .