كتب : إبراهيم سنجاب: ثلاثية المغرب الأقصي الجزائر والمغرب وموريتانيا, تلك التي لم تهب عليها رياح الربيع العربي التي أطاحت بزعامات وأنظمة الحكم في تونس ومصر وليبيا واليمن علي التوالي. الجزائريون يرون أنهم أول من تنسم رياح التغيير مع بداية تسعينيات القرن الماضي, وأنهم دفعوا وحدهم الثمن في مواجهة الإرهاب بالدم وعدم الاستقرار, ورغم حاله الاستقرار الظاهري في أغني دولة عربية في إفريقيا فإن مستقبلها مرهون بالمصالحة والتفاهم بين الجنرالات والساسة. أما المغاربة فقد استجابوا لثورة القصر سلميا وفازوا بدستور وانتخابات حره, وما زالوا يحلمون بالمزيد ويتربصون بالقصر والحكومة من اجل مزيد من الإصلاحات. ولكن موريتانيا تعيش حياة غريبة فشعبها لايعرف رغم مرور شهرين ما هي الحاله الصحية لرئيسهم بعد ان إصابته رصاصة عن طريق الخطأ كما يقال ويبقي الوضع علي ما هو عليه لحين إشعار آخر... الأفلان والأرندي .. صراع مبكر علي الرئاسة في الجزائر قبل عام ونصف من موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر, بدأت معالم الخريطة السياسية في الظهور مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات المحلية في نوفمبر الماضي والتي اعتبرها المراقبون بمثابة أرضية تمهيدية للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في منتصف العام الجديد.2014 ولم تكن نتائج المحليات الأخيرة بعيدة ولا مخالفة لسالفتها التشريعية التي جرت في مايو الماضي أيضا, إذ فازت جبهة التحرير الوطني- الأفلان- في الجزائر بأغلبية مقاعدها يليها مباشرة حزب التجمع الوطني الديمقراطي- الأرندي- حليفها في رئاسية2009, ثم جاءت بقية الأحزاب في ذيل الترتيب, مما يجعل المتابع للشأن الجزائري يجزم أن الرئيس القادم لايعدو أن يكون إلا مرشح أحد هذين الحزبين الكبيرين, إن لم تكن هناك بيعة رابعة للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة مدي الحياة.وإذا مابقيت نسبة الإقبال علي صناديق الإقتراع متراوحة بين ال40 وال45 في المائة كما حدث في الانتخابات التشريعيه والمحليات السابقة, ولم يشارك مالايقل عن ال9 ملايين ناخب كانوا قد قاطعوها, فإن الموازين قد تتغير إذا ماتقدمت شخصية وطنية تحظي بإجماع وطني. و الامر المؤكد أنه ستظهر وجوه جديدة علي الساحة السياسية, مما يؤدي إلي حدوث انقسامات وخلافات داخلية لن يكون الحزبين الحاكمين والمتحالفين في الرئاسيات السابقة بمنأي عنها. الجزائر التي أطلقت انفتاحها السياسي في1989 كما يقول الرئيس بو تفليقه حققت تقدما ملحوظا رغم الانحرافات التي كادت تتسبب في انهيار الدولة بسبب الدمار والمعاناة مع الإرهاب طوال عقد التسعينات. ويؤكد أن هناك اختلافا جزائريا عن بلدان الربيع العربي لأن المجتمع الجزائري بلغ درجة من التنمية والنضج تتيح الانتقال إلي مرحلة جديدة في سير مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام, رغم عدم الانتهاء بعد من مراجعة الدستور. وعلي الرغم من ذلك إلا ان المشهد السياسي في بلاد الشاهقات يبدو معقدا فالقوي السياسيه ليست افلان وارندي فقط ولكن هناك آخرون لهم استحقاقات حان موعدها. المغرب.. احتجاجات وفرص للإصلاح قبل ان يودع المغاربة عام2012 ما تزال الحركات الاحتجاجية تمارس نشاطها في أكثر من20 مدينة اخرها في اقليمخريبكه قبل أيام, تلبية للدعوات التي توجهها حركة20 فبراير ومنظمات حقوقية ونقابات في المغرب, للتعبير عن استمرار النضال ضد الاستبداد وضد الغلاء والقمع والتنديد بسياسة ارتفاع الأسعار والتضييق علي الحريات العامة واعتقال نشطاء حقوق الإنسان والمساواة والعدالة الاجتماعية. ومنذ انطلاق حركة20 فبراير في يناير2011, شهد المغرب دستورا جديدا, وبرلمانا جديدا وانتخابات تعتبر أكثر شفافية, كما فتحت بعض ملفات الفساد والمحسوبية, التي ظلت لعقود حبيسة الأدراج, وشهد المغرب حراكا في الحياة السياسة لدي قطاع كبير من الشباب وأسهمت الحركة في الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين, بالإضافة للانفتاح الكبير الذي شهده المغرب في المشهد الإعلامي. وقد شاركت الهيئات الحقوقية للتظاهر سلميا, وسط تململ, وتراكم الإحباطات السياسية, وتزايد الاحتقانات الاجتماعية والسخط علي الطبقة الفقيرة, الذي بدا بوضوح في تفشي ظاهرة الفساد الحكومي. وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بالعيش الكريم, وتكافؤ الفرص, واعتبرته الحركات النقابية تقاعسا من جانب حكومة الإسلاميين التي يقودها عبد الإله بن كيران بالوعود التي قطعها علي نفسه قبل الانتخابات التشريعية.